قائمة الموقع

طاعة في النهار ومعصية في الليل!

2021-04-21T15:37:00+03:00

من الأشياء التي نلاحظها بين بعض الناس في شهر رمضان الحرص الشديد على الطاعات طوال نهار رمضان، وحينما يأتي موعد الإفطار تبدأ مرحلة المعصية وعدم الاكتراث.

يا للعجب! رمضان خيره في نهاره وليله، لا أعلم لمَ الناس يعتقدون أن رمضان شهر عبادة في النهار فقط؟!، وأما في الليل فيفعلون ما يشاؤون ويحل لهم ما كان حرامًا، اعتقادًا أن نهار رمضان فيه الثواب الأكبر، وأن المعصية في أثناء النهار أعظم لأنهم يربطونها بمدة الصيام عن الأكل والشرب، وهذه معادلة خطأ تمامًا، لأن ثواب شهر رمضان يكون في الليل والنهار، بل قد يكون أعظم في أثناء الليل، وذلك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وذلك دلالة واضحة على أجر قيام الليل العظيم في شهر رمضان.

حتى إن كثيرًا من الناس يكونون على وشك أن يتكلموا بغيبة ونميمة عن الناس، فأحد منهم يذكرهم بأن يمتنعوا عن ذلك وأن يستغفروا الله، لأنهم في نهار رمضان، فيتواعدون في الليل ليتحدثوا براحتهم عن الآخرين، وكأن ذلك حلال عند الله.

بالحديث عن هذا الموضوع تحديدًا نجد أن الغيبة لم يحرمها الله في الليل أو النهار من شهر رمضان، بل هي محرمة إلى الأبد، وهي من الأمور الشنيعة التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم حيث يقول عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ (الحجرات: 12).

وهذا أيضًا ينطبق على جميع المعاصي، فعلينا أن نمتنع عن فعلها في رمضان وغير رمضان، وعلينا دائمًا أن نضع تقوى الله أمام أعيننا في كل وقت وفي كل مكان وزمان.

وهناك كثيرٌ من الناس يظنون أن الصيام ما هو إلا الامتناع عن الأكل والشرب فقط، ولكن حقيقة الصيام أعمق من ذلك بكثير، وهي التقرب من الله عز وجل بكثرة الطاعات والبعد عن المآثم وترك اللذات والشهوات لتحقيق مرضاة الله عز وجل.

لذا علينا أن نجدد نيتنا مرة أخرى في رمضان، وأن نعزم على الامتناع قدر الإمكان عن أي معصية طوال اليوم، ونحاول أن ندرب أنفسنا على أن نستمر بفعل الخير حتى بعد رمضان، وبذلك قد نكون قد حققنا إنجازًا عظيمًا في حياتنا، وهو محاولة إرضاء الله عز وجل.

 

اخبار ذات صلة