قائمة الموقع

المُرشَّحة "سمر حمد".. بدقيقةٍ واحدة عبَرت بـ"بصوتها الجبلي" قلوب الناس

2021-04-21T09:49:00+03:00
المرشحة سمر حمد (أرشيف)

اعتلت منصة الخطابة أمام آلاف المحتجين في إحدى الفعاليات الحاشدة أمام مقر الحكومة برام الله، وأمسكت الميكرفون كمن يستل سيفًا، لتطلق العنان لحنجرتها لإخراج جمرات ملتهبة وكلمات دوى صداها: "لن أقتطع فلسًا واحدًا عن أطفالي لأعطيه للحكومة.. أتشبعُ من مالي ويجوع أطفالي أيها المسؤول؟".

صدى صوت جمهور الموظفين المتفاعلين مع كلماتها ظل مدويًا، في حضور صوتها الجبلي الذي شُدت الأبصار إليه، وما إن هدأت ثورته حتى واصل هز قلوب المحتجين معلنا التحدي لمن أصدر قانون الضمان الاجتماعي. تنتفض كلماتها من جديد: "لن نخاف.. هذا الضمان باطل وسيبقى باطلًا (..) أنا إن درست سورة الإسراء أتريدني أن أسكت؟".

سمر حمد التي ساهمت بصوتها في إسناد حراك إسقاط "قانون الضمان الاجتماعي" عام 2018م، ورضوخ المسؤولين في الحكومة لمطالب المحتشدين شهورا طويلة والتراجع عنه، تزين اليوم قائمة "القدس موعدنا"، وهي قائمة تخوض بها حركة حماس مضمار الانتخابات التشريعية.

وعلى الرغم من أن الهدوء سمة غالبة على ملامحها كما تخبرك الصور، لكن سرعان ما يتغير ذلك حينما يتعلق الأمر بالفكرة التي تؤمن بها، فقد يكون ذلك الهدوء خادعًا لأي مستهترٍ، وسرعان ما تتحول لعاصفة تنتفض الثورة بكلماتها.

دقيقة وبطاقة عبور

دقيقة وعشر ثوانٍ كانت كفيلة بذيوع اسمها في الفضاء الأزرق بمقطع مرئي انتشر لها حينما وجهت أولى رسائلها كمرشحة، لكن هذه المرة أمام عدسات الصحفيين قائلة: "يغيظهم (الاحتلال) أن تكون هناك كتلة لها هذا الدعم والاحتضان الشعبي والجماهيري، فأرادوا أن يقطعوا الطريق على هذا القبول بأن يقولوا: إن كل ما يمس هذه القائمة هو في خطر.. خابوا وخسئوا".

شدت قبضة يدها بحزمٍ مؤكدة "فوالله لا يزيدوننا إلا ثباتا وإصرارا وعزيمة على أن نكمل هذا الطريق".

للتعريف أكثر بها، هي المعلمة بمدرسة النجاح (الابتدائية – الثانوية) برام الله سمر حمد (33 عاما) حاصلة على درجة البكالوريوس من الدعوة وأصول الدين، وتستعد لمناقشة الماجستير في تفسير القرآن، وهي أم لأربع طفلات، وزوجة الخطيب المُحرَّر ناصر حمد.

الفيديو الأخير لكِ أحدث ضجة وتفاعلا كبيرين على مواقع التواصل.. ماذا يمثل لكِ ذلك؟ هنا ستسمع صوت الحروف وصوت حبها الدفين لأبناء شعبها في إجابتها عن سؤالي الأول: " إن انتشار الفيديو بهذا النطاق الواسع، لا يعطيني إلا مؤشرًا على أنني في المكان الصحيح، وهذه إشارة إلى أننا لن نترك وحدنا لتفرد هذه القوى المتغطرسة، وأننا سنكون بين أبناء شعبنا في مأمن وأمان، وسيصل صوتنا إلى كل هؤلاء للتعبير عن إرادتهم".

أما في كواليس حراك الضمان الاجتماعي، ففي جعبتها تفاصيل تزيح الستار عنها مقرةً: "كنت ممن ساهموا في إسقاط قانون الضمان الاجتماعي الذي انطلق في عام 2018، حيث وقفنا وقفة صارمة وحازمة وكان صوتي حاشدا لكل المتضررين ليقفوا بصلابة في وجه هذا الظلم ويرفضوه".

تتزاحم كلمات الغضب على مدخل فهمها على الجانب الآخر من الهاتف، لسبب الرفض: "رفضناه، لأنه ما هو إلا قانون لنهب وسرقة جهد الكادحين الموظفين العاملين الذين يعملون منذ إشراقة الشمس ويسابقون خيوطها، ثم يأتي القانون ليسرق جهدهم".

محاولة إقصاء فاشلة

في وقت حراك الضمان وصل صدى صوت سمر إلى المسؤولين، وهناك بدأت التهديدات، تدخلنا في قلب تفاصيلها: "تعرضت لبعض التهديدات، فهدد شباب من الحراك حتى يقصوا صوتي ولا أخرج للمنصات وأتكلم للشارع الفلسطيني، لكن لم يرضخ الشباب لها".

وبالرغم من أن المسيرات استمرت شهورا طويلة فإن الجهات المسؤولة رضخت لرأي سمر والمحتشدين معها وأُسقط القانون.

وبالنسبة لدور النائب وأهمية وقوفه أمام القوانين التي تظلم الشعب فهي تؤمن أنها "روح وجود النواب في المجلس التشريعي بتمثيل حقوق الشعب والدفاع عنها".
وأضافت: "يجب على النائب أن يدرك أنه تعبير عن صوت الشعب والمدافع عنها، فإن لم يكن لدى النائب جسارة للوقوف أمام هذه القوانين بصلابة وسن قوانين تدعم ثبات المواطنين فلا خير بوجوده تحت قبة البرلمان".

أما عن الشباب فتدرك أنه آن الأوان ليعود صوت هؤلاء الشباب على الساحة الفلسطينية هادرا معبرا عن همومهم ومخاوفهم مدعما بتشريعات تضمن ثباتهم ووجودهم بعد سنوات طويلة من التهميش لأن دورهم عظيم في هذه الانتخابات، وأن يؤمنوا بهذا الدور وأهمية وجود أصواتهم وأن يرفعوها عاليا دون التخوف أو التحرز ودون المواربة ".

تهديدات بلا رصيد

الترشح في "قائمة القدس موعدنا" قد يعرض صاحبه للملاحقة، وللسجن، وللتهديد، وللتضييق، هل أنت مستعدة لكل ذلك؟ نفضت حماد بإجابتها غبار الخوف قائلة: "بالنسبة للمخاوف من الاعتقال لأني مرشحة على قائمة مستهدفة، وقد هددت في كثير من الأحيان، أقول: إننا أصحاب قضية، والإنسان الذي يسير في طريق الحق الذي يسعى لخدمة شعبه يدرك جيدا أنه لا بد من وجود ضريبة وتضحية".

"كل هذه التهديدات لا تزيدنا إلا قوة وإصرارا للمضي قدما".. مدركة أن الاعتقال ليس "أمرًا مستجدًا على الساحة الفلسطينية وهو أمر جربه معظم أبناء هذا الشعب فهم يخيفوننا بأمر قد اختبره الشعب وجربه".

لكن أكثر ما يدمي قلبها المشاهد حينما تقف على حاجز من حواجز الاحتلال وترى كيف يصطف أبناء هذه الأرض ليأخذوا الإذن من المحتل، تستحضر الصورة وترثي هذه الحال: "يدمي قلبي كيف نقف ونُحرم الوصول لمناطق كثيرة (..) يحزنني أن نصل لهذا الظلم، ألّا نستطيع التنقل بحرية داخل أرضنا، والأكثر إيلاما صمت العالم عنها".

اخبار ذات صلة