قائمة الموقع

​تكنولوجيا ورحلات لرفع التحصيل الدراسي

2017-05-25T11:03:42+03:00

في ظل عصر تتضاعف فيه المعرفة، ومن خلال تواصلها مع طالباتها لفت انتباهها مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه على الإنترنت، إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو للبحث عن معلومات لإثراء موضوع معين في إحدى المواد، ومن هنا راودتها فكرة استغلال قدرة الطالبات على التعامل مع الإنترنت والوقت الذي يتم هدره في مبادرة مفيدة، فاختارت العمل بالرحلات المعرفية "webquest" لما له من مزايا عديدة في رفع مستوى التحصيل العلمي للطلبة، الأمر الذي جعلها تضع اهتماماتها في هذا المجال للبحث عن تطبيق يمكنها من تصميم رحلات معرفية بصورة بسيطة، فوجدت أحد تطبيقات Google المجانية يدعم هذه الفكرة.

رنا أحمد زيادة، معلمة رياضيات في مدرسة الزهراء الثانوية "أ" للبنات، حاصلة على بكالوريوس علوم رياضيات، وحاسوب ودبلوم عام في التربية، تعمل في سلك التعليم منذ 13 عاما، وحاصلة على جائزة دولة فلسطين للإبداع والتميز التربوي، والمركز الأول على مستوى الوطن في مبادرة إلهام فلسطين (الدورة الخامسة).

بدأت العمل على تصميم مواقع لطالبات الصف الثاني عشر للعلوم الإنسانية، والحادي عشر للفرع العلمي، قالت: "من خلال المواقع أدرج العديد من الروابط لصفحات تحتوي على معلومات إثرائية وأسئلة وشروحات، وأتأكد من أن هذه الروابط تقدم معلومات دقيقة وآمنة في نفس الوقت".

وأضافت زيادة: "أقوم بتقسيم الطالبات إلى مجموعات وتكليف كل مجموعة بأن تبحث من خلال أحد الروابط عن جزئية من الدرس قبل تنفيذ الحصة، وعند موعد التنفيذ تقوم كل مجموعة بعرض ما جمعته من معلومات أمام الجميع وتتم مناقشتها".

وعليه تصبح الطالبة باحثة وناقدة، كما تلعب دور المعلم الصغير، فتسهم الرحلات المعرفية في رفع مستوى التحصيل للطالبات لأن أثر التعلم سيبقى مدة أطول كما أنها تسهم في تعزيز قيم اجتماعية كالتعاون والقيادية، تنظيم الوقت، موضحة أنها تتيح لهم الرحلات المعرفية بنشر إنجازاتهم عبر مواقع مختلفة، كما استطاعت أن توظف النهج التشاركي بنجاح.

وأشارت زيادة إلى أن المبادرة لاقت اهتمامًا كبيرًا على مستوى المديرية، ووزارة التربية والتعليم، حيث تم اختيار المبادرة كإحدى أنجح المبادرات، فقوة المبادرة ظهرت في قدرتها على مواجهة الصعوبة التي يواجهها الطلبة في مبحث الرياضيات، فقد عالجت مشكلة ضعف تحصيل بعض الطالبات في الرياضيات، وتوظيف التكنولوجيا توظيفًا آمنًا في التعليم، إلى جانب تنمية القيم الوطنية ونشر إبداعات الطالب الفلسطيني في المنتديات الفلسطينية والعالمية.

وقد طبقت المبادرة على الصف الحادي عشر علمي، ومن الصعوبات التي واجهتها، نوهت إلى أن بعض الطالبات لا يوجد لديهن انترنت، ولكن تم التغلب على المشكلة بالعمل التعاوني بين الطالبات، حيث تم التفاعل بين طالبات المجموعة الواحدة وزودت الطالبات اللواتي استطعن الوصول إلى الموقع الأخريات اللواتي لا يتوفر لديهن انترنت.

وبينت زيادة أن أهم ما يميز المبادرة قدرتها على كسر الحصار، حيث استطاعت الرحلات المعرفية جمع طالبات من غزة مع طالبات من إحدى مدارس الخليل كمجموعة واحدة.

وقد أثبتت الرحلات المعرفية قدرتها كاستراتيجية تعليم على تحقيق نتائج ممتازة، ولذلك ستعمل على تطويره، "وسأستمر في اتباعها كنهج لتعليم الرياضيات مع السعي دائمًا إلى تطوير المواقع وإثرائها وتوظيف التكنولوجيا الآمنة في التعليم".

وتطمح زيادة إلى أن يتم تعميم المبادرة لما لها من أثر في تنمية اتجاهات ايجابية نحو الرياضيات، وخاصة أنها تتماشى مع ميول الطلبة في استخدام التكنولوجيا سواء على الجوالات أو الحواسيب.

ومن الجدير ذكره أن هذه المبادرة جاءت ضمن مسابقة مبادرتي التي أطلقتها وزارة التعليم بغزة خلال عام 2016/2017، وهي أول وأكبر مسابقة نوعية للمبادرات التعليمية على مستوى فلسطين.

اخبار ذات صلة