رافقها حب الطبيعة منذ طفولتها، ومؤخرا أخذ هذا الحب مظهرا عمليا، عندما بدأت "صفاء الحوراني" بإنتاج الصابون من حليب الماعز، وسرعان ما وسّعت عملها وطوّرته، وأصبحت تنتج عشرات الأنواع من الصابون والكريمات ومساحيق التجميل والزيوت، معتمدة على مواد طبيعية تماما.. في السطور التالية نتعرف على صاحبة "صابون صفا"..
تجدد الاهتمام
وُلدت حوراني في الكويت وعاشت فيها الاثنتي عشرة سنة الأولى من عمرها، لكنها كانت متعلقة بشدة بفلسطين التي كانت تزورها في الإجازات الصيفية، وخلالها كانت الطبيعة أكثر ما يشدّها.
تقول لـ"فلسطين": "كانت الطبيعة تجذبني بكل تفاصيلها، أستمتع بالنظر إليها، وأميل إلى تناول ما يأتي منها مباشرة من أطعمة ومشروبات"، مضيفة: "عندما كبرت بدأت بالميل نحو النباتات، كنت أجفف ما يعجبني منها شكلا أو رائحة، وأستفسر عن أسمائها الدارجة في العامية، وفوائدها، واستخداماتها الشعبية".
انقطع اهتمام الحوراني بالنباتات لفترة طويلة، لكن لم يلبث أن تجدد عندما شربت حليب الماعز لأول مرة، وأعجبها مذاقه، ومن ثم قرأت عن فوائده، فانبهرت به وبتأثيراته على الجسم والبشرة، وقررت أن تجعله حاضرا دوما في بيتها لتستخدمه باستمرار.
توضح: "أردت أن أبقيه في بيتي لأستخدمه لبشرتي دون أن يتلف، وبالتالي فكرت في طريقة مناسبة لحفظه دون أن يفقد قيمته الطبيعية وما فيه من دهون وفيتامينات، وأخيرا اهتديت إلى فكرة تحويله لصابون".
تزامنت مع هذه الرغبة عند الحوراني، مشكلة تعرضت لها صديقتها، فتلك الصديقة كانت تعاني من "حب الشباب" الذي يغطي وجهها بدرجة كبيرة، وكانت تدفع مبالغ طائلة لعلاجه، وتقع تحت تجارب الأطباء، وذات مرّة وصف لها الطبيب أدوية تسبب تشوهات في الأجنة ولم يخبرها بذلك، وانتبهت في اللحظة الأخيرة قبل أن يؤثر على حملها، وهذا ما دفعني للتفكير بأن الطريقة الأسلم للعلاج هي أن يتم عبر منتجات طبيعية، سواء للحامل أو غير الحامل".
وتبيّن: "أنتجت النوع الأول، ثم أتبعته بأنواع أخرى، وحاليا وصلت أنواع الصابون إلى 40 نوعا تقريبا، إلى جانبها منتجات أخرى مثل المراهم والزيوت والكريمات ومساحيق التجميل، وكلها من مواد خام طبيعية".
بالتجربة
وتشير إلى أن إقبال الزبائن على منتجاتها كبير نظرا لرغبتهم في منتجات طبيعية خالية من المواد الكيماوية، ولأن الأسعار ليست مرتفعة، بالإضافة إلى رضا من جرّبوا المنتجات قبلهم، وكذلك تضرر بعضهم من المنتجات الكيميائية.
وتلفت إلى أن صابون الحليب السادة هو النوع الأكثر طلبا من الزبائن، وتليه المراهم التي تعالج الحروق، والكريمات المُغذية للبشرة والشعر، ومُزيل مساحيق التجميل، منوهة إلى أن توفير المواد الخام ليس سهلا دوما، مما يجعل صابون اللبا وصابون طينة البحر الميت النوعين الأصعب في التصنيع.
وعن تصنيع المنتجات في بيتها، تقول الحوراني: "العمل داخل البيت بالبدايات كان أسهل، لكنه لمّا توسع صارت العملية أكثر تعقيدا، فأنا بحاجة لمكان للعمل، ومكان آخر لعرض المنتجات وتسويقها، لذا بنيت معملًا صغيرًا على سطح بيتي الجديد، وأنا بصدد تجهيزه بالمعدات اللازمة وبدء تشغيله، وإلى أن أفتتح متجري الخاص، أفكر بتحديد نقاط بيع في المحافظات".
وتضيف الشابة التي درست اللغة الانجليزية: "تعرّفت على المواد الطبيعية وخصائصها عبر دراسة وبحث ذاتي، مع استشارة العديد من المختصين العرب والأجانب، وبعض الكيميائيين والصيادلة".
تعتمد الحوراني على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتسويق منتجاتها عبر صفحة خاصة، بالإضافة إلى مساعدة بعض معارفها، والمعارض التي تشارك فيها، إلى جانب التواصل مع شركات الاستيراد والتصدير، الأمر الذي ساعدها على تصدير منتجاتها إلى عدة دول عربية وأوروبية، وكذلك طلبت منها بعض الشركات في الخارج عينات من منتجاتها للتأسيس لعمل معها.
وتوضح: "أرغب بتطوير منتجاتي بدءًا من شكل العلبة، وحتى أصغر التفاصيل مثل الرائحة والإرشادات ليكون المنتج متكاملا شكلا ومفعولا، ولدي أفكار كثيرة لتصنيع مواد جديدة من مساحيق التجميل الطبيعية لتستخدمها الأنثى دون خوف من آثارها الجانبية".