قائمة الموقع

ريان وجدو (7) للأسرى.. موعدنا القدس

2021-04-19T14:11:00+03:00

بينما كان يتحدث ريان مع جدو بعد أن أنهى واجباته المدرسية، جاء صوت ناعم وجميل من مكان قريب جدًّا منهما، حيث كانت ديما تنادي جدو: يا أحلى جدو يا أطيب جدو.. يا غالي يا جدو.

وسرعان ما كان يجيبها: يا قلب جدو.. يا دمدومتي.. يا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يا مؤنسة يا غالية.

وسرعان ما ركضت إليه حيث كان يحب أن يُجلسها في حضنه ويلاعبها مثلما كان يلاعب ويلاطف ريان فهو يحبهما كثيرًا ويبادلها الحب ذاته، ويسمعان كلامه ويحترمانه كثيرًا.

وكانت ديما بحاجة لمساعدة جدو، حيث أخبرته بأن لديها واجبًا في مادة التعبير عن الأسرى، وإنها بحاجة لأن تعلم عنهم حتى تكتب مادة الواجب.

ابتسم جدو وأجلس ديما على حضنه وبدأ يتحدث عن الأسرى ومعاناتهم، بأنهم أبناء فلسطين منهم الأسير وكل واحد منه لديه عائلة، فإما أن يكون الأب أو الابن أو الجد أو الحفيد، أسرهم الاحتلال لأنهم كانوا يدافعون عن القدس ويريدون تحريره من الاحتلال الغاصب، وكذلك الأسيرات اعتُقِلن وعُذِّبن دون أي رحمة، وقد حرمهن أطفالهن وعائلاتهن.

وسرعان ما سألت ديما: وهل يوجد أسرى أطفال؟

هزّ جدو رأسه بألم وأخذ شهيقًا عميقًا أعطى من خلاله زفيرًا موجعًا: نعم يا حبيبتي، هنالك أطفال أسرى يُعذَّبون ويُحرمون رؤية أهلهم.

وسألت ديما: وهل هنالك أسرى مرضى يا جدو؟

كان الألم واضحًا عليه وهو يجيب: نعم يا جدو.. يوجد الكثير من المرضى ولا يجدون العلاج، ويهملهم الاحتلال ويقدم لهم طعامًا سيئًا جدًّا من الصعب تناوله، ولا يوجد لديهم ملابس ثقيلة في الشتاء أما في البرد فالمكان حار جدًا.

وكان ريان يستمع لجده باهتمام كبير، إذ سأل عن العزل الانفرادي حيث كان يسمع عنه من الأخبار، لكن لم يكن يعلم المقصود من ذلك.

فأخبرهما جدو أنه مكان صغير جدًّا يزج الاحتلال الأسير فيه بعيدًا عن الأسرى حيث لا يوجد نافذة، والمكان مظلم جدًا، فالأسير لا يعلم إن كان الوقت نهارا أو ليلا، ومن الممكن عزله سنوات طويلة.

لم تتمالك ديما نفسها وأخذت في البكاء لحال معاناة الأسرى، وحتى ريان سرعان ما شاركها في البكاء.

في هذه اللحظة احتضن جدو ريان وديما بقوة وهو يُقبِّل رأسيهما.

بإذن الله تعالى سيُحرَّرون جميعًا، فهنالك رجال لا يعلمهم إلا الله تعالى يعملون من أجلهم في الليل والنهار لتحريرهم وسيعينهم على ذلك.

وسرعان ما مسحت ديما دموعها وهي تسأل: وهل سنلتقي بهم يا جدو؟

ابتسم جدو ابتسامة حنونة وهو يحتضنهما: نعم يا جدو.. سنلتقي بهم جميعًا، فالقدس هي الإسراء والمعراج أرض الأنبياء موعدنا.

 

 

 

اخبار ذات صلة