قائمة الموقع

شكرًا

2021-04-19T14:06:00+03:00

يُشرقُ في حيِّه كما الشمس، يحني ظهره لتنظيف الأرض التي يمر بها أبناء شعبه، كأنما يطبطب عليها وعليهم، ويهندسها لتناسب رونق روحه، متحاملًا على نفسه وهو يصمد أمام الحر، ومشقة العمل مع الصيام، لـ"مهندس الجمال" شكرًا.

يقوم الليل، ويبهجُ زوجته وأمه في المساعدة بإعداد السحور، ثم يصلي الفجر، ويخلد قليلًا إلى النوم، وينطلق صباحًا إلى عمله الشاق، ويعود إلى البيت بابتسامة في وجوه أهله، ويدخل إلى المطبخ معاونة لا تضييقًا، لهذا الرجل شكرًا.

يضع خلف ظهره ما قيل ويقال في حقه، ينظر إلى صحيفته التي سيطَّلع عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون، ينثر الخير والتسامح ويكون أنموذجًا وقدوة حتى لمن ظلمه، ويبادر إليه، ويكون أول من يبدأ بالسلام، لهذا المسامح شكرًا.

يتفقد أحوال أخواته وبناتهن وعماته وخالاته وكل أرحامه، يزورهن لكون صلة الرحم "مقدسة"، لا يحول بينه وبين ذلك أي صعاب أو ضيق يعتريه، لهذا الإنسان شكرًا.

لا ينام شبعانًا وجاره يحتاج إلى الطعام، يطرق بابه، يطمئن عليه، يقدم له ما استطاع مما أتاه الله، يرسم له لوحة الأخوة الجميلة، ومعاني الإنسانية السامية، لهذا الجار شكرًا.

يقابل من لا يحسن التعامل معه بابتسامة، لا يرد الإساءة بالإساءة أبدًا، يقول لأحدهم وإنْ أخطأ وجرح مشاعره: "سامحك الله"، لهذا الخلوق شكرًا.

يقدِّم النصيحة إلى الآخرين في السر، ولا يفضحهم في العلن، كل ما يهدف إليه إصلاح أحوالهم، لا الاستهزاء بهم، أو التقليل منهم، لهذا الناصح شكرًا.

يتباعد في المسجد عن المصلين، يرتدي كمامته، يصطحب سجادته، يعقم يديه، يلتزم إجراءات الوقاية والسلامة، لئلا يُصاب أو يكون سببًا في إصابة غيره بكورونا، لهذا المصلي شكرًا.

يلتزم بيته عندما يصاب بفيروس كورونا، أو يخالط مصابًا، يتخذ إجراءات السلامة، ولا يخرج إلى الشارع ولا يلتقي بالآخرين، إلا بتعليمات وزارة الصحة، لهذا المصاب أو المخالط شكرًا.

لا يحرج الآخرين بالتجمُّعات المخالفة للتوجيهات الصحية الوقائية من كورونا، يستأذن الآخرين قبل زيارتهم لتأكيد جهوزيتهم، لهذا الرجل شكرًا.

يزور المرضى وإن كان لا يعرفهم، يدعو لهم: "شفاكم الله وعافاكم"، ويتفقد -ولو بابتسامة وتهنئة- من استطاع من الأيتام والجرحى وذوي الشهداء والأسرى، لهذا الزائر شكرًا.

ولكل من يسعى ليكون فاعلًا وبناءً في مجتمعه شكرًا.

 

 

اخبار ذات صلة