قائمة الموقع

​مُحرَّر مُبعَد إلى غزّة: مبارك زفافك "يَخْتي"

2017-05-25T09:30:22+03:00

جاء صوت براءة ريّان، هذه المرة بخجل كبير كاد أن يحجبه، وهي تتحدث مع شقيقها منصور، عبر الهاتف النقال، مهنئًا إياها بعقد قرانها بعد أن حال الاحتلال مجددًا دون أن يحضر الحفل ليطبع قبلة على جبينها.

وبات منصور (42 عامًا)، محرومًا ليس من شقيقته براءة فحسب، بل من عائلته المقيمة في قرية قراوة بني حسان، قضاء مدينة سلفيت، إثر إبعاده إلى غزة ضمن صفقة "وفاء الأحرار" نهاية عام 2011.

لكنه يتمنى دومًا احتضان أفراد عائلته والاقتراب منهم، ويخشى أن يفقدهم دون وداع أخير كما جرى مع والدته التي توفيت العام الماضي، دون رؤيتها عن قرب طوال سنوات أسره وحتى بعد إبعاده لغزة.

وكانت والدته فقدت الأمل بتحرره من قيد الاحتلال بعد اعتقاله سنة 1993، والحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.

لذلك، قررت والدة الأسير إنجاب طفل جديد وتسميته بذات الاسم، لكنها أنجبت طفلة عام 1995، أرادت تسميتها منصورة تيمنًا بابنها الأسير الذي رفض وطلب تسميتها براءة، تلك الطفلة التي لم يرها في سجنه إلا عدة مرات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، من خلف لوحٍ زجاجي؛ وعبر سماعة هاتف أيضًا كان يداعبها.

وبات الهاتف الوسيلة الوحيدة لتواصل منصور مع عائلته الممنوعة من القدوم لغزة عبر حاجز بيت حانون "ايرز"، شمال القطاع.

"أحزن كثيرًا عندما أتذكر عائلتي المبعد عنها، لا أستطيع مشاركتهم أحزانهم وأفراحهم، فهم مؤكد بحاجة إلى وجودي بجانبهم".

"كم كنت أتمنى أن أكون قريبًا من والدتي قبل وفاتها لأهتم بها وأعالجها وأقدم لها ما يلزمها.. لكنها توفيت ولا أعرف أين يقع قبرها".

ويدرك منصور، الذي أمضى في سجون الاحتلال قرابة 20 سنة، وتزوج في غزة بعد إطلاق سراحه، أن الإبعاد وإن كانت آثاره كبيرة على المحرر وأهله، إلا أنه أفضل من البقاء خلف قضبان السجون، ذلك المكان الذي تموت فيه الحياة.

"ورغم هذا، تمنيت لو أنني شاركت براءة فرحتها بعد أن فقدنا والدتنا. أكيد كانت ستسعد بحضوري. لكني للأسف لم أستطع. أوصيت أفراد العائلة بها، فهي عزيزة علي وأحبها كثيرًا".

"ذات الموقف تكرر مع ابنة أخي، التي تزوجت وبراءة في يوم واحد (29 أبريل/ نيسان الماضي)" يقول منصور لـ"فلسطين".

وأمسك منصور هاتفه، واتصل ببراءة مجددًا، فردت باشتياق وطمأنته على حالها قبل أن يهنئها بزفافها الميمون، قائلاً لها: مبارك يختي. فردت بضحكة عالية: الله يبارك فيك حبيبي.

اخبار ذات صلة