إيمانًا منهم بأن القضية الفلسطينية ليست قضية الإنسان الفلسطيني وحده، وأنهم ليسوا مجرد متضامنين، بل أصحاب قضية، وصاحب القضية يحملها ويدافع عنها، لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية، فيسعون جاهدين إلى إعداد جيل التحرير لاستعادة إرثهم في حارة المغاربة فهي ملك مُغتَصَب وحق يأبى النسيان، فأطلقت أربع هيئات من المغرب العربي حملة "ولنا في القدس حارة" للتعريف بحارة المغاربة الواقعة غرب المسجد الأقصى، والتي هدمها الاحتلال الإسرائيلي وحولها إلى "ساحة المبكى".
أروى قناطس (26 عامًا) من عائلة تونسية، ناشطة بجمعية فداء لنصرة القضية الفلسطينية وتدرس بالأكاديمية التونسية للمعارف المقدسية، وإحدى المشاركات في الحملة.
قالت: "السبب الرئيس للحملة هو توحيد المغاربة على كلمة واحدة، ثم التعريف بحارة المغاربة التي تعتبر إرثا لنا جميعًا، وحقا أوقفه لنا القائد صلاح الدين، فقد حان الوقت لاسترجاعه، ولإبراز الارتباط الوثيق بين المغاربة والمسجد الأقصى".
وأوضحت قناطس أنهم هدفوا من هذه الحملة إلى التعريف بجميع الأوقات المقدسية في فلسطين، واستنهاض الهمم لاسترجاع إرث أجدادهم المسلوب ظلمًا وعدوانًا، وأيضا تنمية حب القضية عند شعوب المنطقة المغربية، وتوعية كل الفئات والأطياف بأهمية إثارتها إعلاميًا وقضائيًا في سبيل استرداد حقهم هناك.
وتشتمل هذه الحملة على نشر الأخبار والتقارير والصور والمعلومات عن شخصيات مغربية مقدسية، وتاريخ المغاربة في القدس، وأوقاف المغاربة في فلسطين، إضافة إلى آراء السياسيين والحقوقيين والفنانين حول الحملة ومواقفهم من اغتصاب الاحتلال الصهيوني للحارة، إلى جانب تم التغريد على وسم "#ولنا_في_القدس_حارة" وقد وصل إلى 7 ملايين مغرد.
وأشارت قناطس إلى جانب تنظيم فعاليات ومحاضرات في الأوساط الشبابية بالمنتديات والجامعات ارتباطًا بموضوع الحملة، فكان باب المشاركة والإبداع لأجل القضية مفتوحا أمام جميع شباب بلدان المنطقة المغربية والعربية عمومًا.
كما قاموا بنشاطات متنوعة، وورشات مع الأطفال بالشراكة مع مدارس وكشافة رياض أطفال، إلى جانب إنجازات فردية تطوعية من مناصري الحملة، وشخصيات تنشط ضمن القضية تتحدث عن الحارة، وتعطي رأيها عن الحملة.
ونوهت قناطس إلى أن الهيئات المنظمة للحملة قدس أمانتي، ورابطة شباب لأجل القدس بالجزائر، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وانطلقت الحملة بالتزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج، وهو عمل مشترك لصالح القضية، وتم اختيار حارة المغاربة لتوحيدهم، فهي حملة مشتركة تونسية جزائرية مغربية.
وحول مدى نجاح الحملة، لفتت إلى أنها لاقت تجاوبا كبيرا مع العامة، وصدى إعلاميا، كما أنها نجحت في تحقيق أهدافها باعتبارها أول حملة يتم التنسيق بين ثلاث دول تعمل من أجل المقدسات.
ويعملون من خلال هذه الحملة على الخروج منها ببحوث علمية تعرف بالحارة تاريخيًا، وتسرد في الحاضر كيف تم تهويدها من قبل الصهاينة، وربطها بالبلدة القديمة "القدس" باعتبار الحارة جزءا لا يتجزأ منها.
وختمت قناطس حديثها: "فالحملة ما هي إلا بداية لمشروع علمي ينتفع به المغاربة في المستقبل، ويمكن ضمها ضمن النشاطات التي تخص القضية الفلسطينية، كما أنها ربح جديد يضاف لرصيد الهيئات والشخصيات المهتمة بالقضية الفلسطينية".