قائمة الموقع

علا.. أم تفتقد "قطائف البيت" المغيَّب في الأَسْر

2021-04-18T12:07:00+03:00

"المائدة الرمضانية هذا العام موحشة، نفتقد "قطائف البيت"، وروحه، صاحب النكتة والنهفة، من يحضر لنا أقراص الفلافل المحشوة بالجبنة الساخنة قبل دقائق من أذان المغرب، لم أشعر بحلاوة قدوم هذا الشهر الفضيل لغياب عبد الله عن البيت" بصعوبة استطاعت علا والدة الطفل عبد الله عبيد النطق بهذه الكلمات.

عبد الله (16 عامًا) من بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، قضى خمسة أيام في التحقيق قبل أن يحكم عليه الاحتلال بالسجن شهرين.

وبهذا الأسر يكون الاحتلال قد قطع عليه العقوبة التي فرضها عليه بالحبس المنزلي المفتوح منذ تشرين الآخر (نوفمبر) بزعم إلقائه حجارة على جنود الاحتلال، ودفع غرامة مالية قدرها 1000 شيقل، وفرض أخرى 10 آلاف شيقل في حال "اخترق" الحكم.

تقول والدته علا: "أربعة أشهر قضاها عبد الله في الحبس المنزلي بين جدران البيت، حرم الخروج للعب مع أصدقائه الذين يراقبهم من فوق سور البيت بدموع عينيه، ومرافقة إخوانه إلى النادي الرياضي، والذهاب إلى مدرسته بعد أن فتحت أبوابها مجددًا بعد إغلاق شهور بسبب أزمة كورونا".

"لقد كان الحبس المنزلي عقوبة قاسية، والأصعب من ذلك أني سجانته، أمنعه من الخروج خوفًا من أن يقع في قبضة من لا رحمة في قلبهم؛ ففي المرة الأولى من الأسر ذاق ضربًا مبرحًا من جنود الاحتلال جعل جسده ملونًا من الكدمات، وكذلك الإهانة، وكان يرجوني: "خليني أتنفس شوية وأطلع ما راح أطول"، فيجعلني أبكى" تصف العذابات بما تيسر من الكلمات.

عند الرابعة فجرًا اقتحم جنود الاحتلال البيت لأسره من أحلى منام، ليعيش هو وعائلته أصعب لحظات حياتهم، ودعوه عند باب البيت، "عندما سألهم والده عن السبب لكونه يفرض عليه الحبس المنزلي ولم يخرج من البيت، أجابوه بجلافة: (نحن نعرف كل شيء)".

لحظات عذاب بدموع وذكريات الأم لطفلها عبد الله، ففي حين يزداد الشوق للقائه، والاجتماع به كما كل رمضان؛ يجعل بعده عنها وتغييبه وراء قضبان السجان فرحتها بقدوم رمضان منقوصة، كمثيلاتها من أمهات الأسرى، لتترك غصة في قلوبهن.

تتابع بصوت حزين: "أصعب لحظة عند تجمع العائلة على مائدة الإفطار، ويبقى مقعده فارغًا، من يوم أسره لم تجف لي دمعة، فكان في رمضان الماضي بعد أن يستيقظ من نومه عصرًا يذهب ليشتري عصير الخروب والليمون، والفلافل المحشوة بالجبنة".

وتستذكر كيف كان عندما كانت تهم بإعداد طبخة معينة لا تعجبه يثنيها عن إعدادها، ويختار أخرى تتناسب مع ميوله وذوقه، مضيفة: "ترتيبه الثالث بين إخوته، لكن لديه جو خاص يفرضه على الجميع، حتى أن إخوته لا يستطيعون تقبل غيابه، فهو "نهفة" البيت، لا يمر يوم عليه دون عمل مقالب في إخوته".

تفتقد عائلته صوته في الأذان للصلاة جماعة مع والده وإخوته في رمضان الفائت مع إغلاق المساجد بسبب جائحة كورونا، وإمامته في بعض ركعات التراويح، واستيقاظه حتى موعد السحور.

ومع اقتراب عيد الفطر كان عبد الله ينتقل برفقة والدته من أسواق الخليل إلى القدس حتى يجد ما يعجبه من ملابس العيد وتناسب ذوقه، ولكن سيمر رمضان والعيد دون نكهة بعد غيابه قسرًا عن البيت بسبب أسره.

 

 

 

اخبار ذات صلة