بين اليوم والسابع عشر من ابريل 2020، عام كان قاسياً على الأسرى في سجون الاحتلال التي شهدت خلاله جملة من الانتهاكات وعمليات الاقتحام والتنكيل بحق الأسرى خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا، وصولاً لاستشهاد أربعة منهم بسبب الإهمال الطبي وسياسة القتل البطيء التي تنتهجها إدارة السجون.
نور الشهيد
في سجن النقب الصحراوي، حيث برد الشتاء وحرارة الصيف التي تلتهم أجساد الأسرى، استيقظ الفلسطينيون في يوم 22/4/2020على نبأ استشهاد الأسير الشاب نور جابر البرغوثي (23 عاماً) من قرية عابود قضاء رام الله بعد تعرضه للإغماء الشديد، أثناء وجوده في الحمام في قسم (25) من سجن "النقب الصحراوي"، حيث تأخرت إدارة السجن في إسعافه حتى استشهد.
كان الأسير نور قد أمضى أربع 4 سنوات في الأسر ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة 8 سنوات انتظر أهله أن تمر لكي يحتضونه حياً لا ميتاً.
ربع قرن في الأسر
ولم تمض سوى أقل من أربعة أشهر على تلك الجريمة، حتى استشهد الأسير سعدي الغرابلي (75 عاما) من غزة في 8/7/2020 بعد اعتقال استمر (26عاماً) في سجون الاحتلال، حرمت عائلته خلالها من زيارته داخل سجنه الذي التحق فيه بقافلة شهداء الحركة الأسيرة.
ومر الأسير الغرابلي خلال اعتقاله بظروف قاسية تسببت في إصابته بأمراض عدة وخطيرة، حيث ظل يعاني لسنوات طويلة من أمراض السكر والضغط وسرطان البروستاتا، حتى دخل في حالة موت سريري قبل إعلان استشهاده.
شهادة قبل الإفراج
ذات المعاناة تجرعتها عائلة الأسير داوود الخطيب من بيت لحم والذي استشهد في 2/9/2020 ولم يتجاوز ال45 عاماً، نتيجة إصابته بجلطة قلبية في سجن "عوفر"، جراء الإهمال الطبي، حيث تعرض عام 2017 لجلطة أثناء تواجده في سجن (ريمون).
وجاء استشهاد الخطيب قبل بضعة أشهر من موعد الإفراج عنه بعد أن أمضى 18 عاما في سجون الاحتلال، حيث اعتقل بتاريخ 2/4/2001، عقب محاصرة منزله في بيت لحم، ومنذ اعتقاله تنقل بين أكثر من خمس سجون حيث حكم عليه بالسجن 18 عاماً ونصف بتهمة نشاطه في الانتفاضة، وتنفيذه عدة عمليات نوعية ضد الاحتلال.
الجريمة الرابعة
وبين جريمة وأخرى 37 يوماً فقط ليرتقي الشهيد الأسير كمال أبو وعر 46 عاماً من من بلدة قباطية بجنين في 11/10/2020 و(محكوم عليه بالسجن المؤبد المكرر 6 مرات).
وكان وعر مصاباً بمرض السرطان وتدهور وضعه الصحي، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، كما أن الاحتلال رفض كل المناشدات للإفراج عنه كي يتلقى العلاج خارج السجون.
حجز جثماني أسيرين
وإمعانا في الجريمة، ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تبقي على جثامين اثنين من الأسرى الأربعة الذين استشهدوا، وتبقيهما في ثلاجات الموتى بسادية لم يعهدها التاريخ الحديث، وليكشف الاحتلال عن وجهه الحقيقي المجرم.
أفرجت سلطات الاحتلال عن جثماني الشهيدين الأسيرين نور الدين البرغوثي وداوود الخطيب، فيما تواصل احتجاز جثماني الشهيدين سعدي الغرابلي وكمال أبو وعر.
أمراض تنهش الأسرى
ومن بين 4400 أسير في سجون الاحتلال، مئات الأسرى يعانون من أمراض عدة، والعشرات منهم تنهش أجسادهم الأمراض الخطيرة، والموت يتربص بهم في كل لحظة.
وباستشهاد الأسرى الأربعة في عام 2020 ارتفع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال لـ(226) شهيداً منذ عام 1967، هذا بالإضافة للعشرات ممن أفرج عنهم وفارقوا الحياة بسبب تدهور أوضاعهم الصحية وعدم تلقيهم رعاية صحية داخل سجون الاحتلال.