فلسطين أون لاين

غزة حاضنة وطنية

‏منطلق الحديث ليس من باب المناطقية ولا من باب انحياز بقدر ما هو ‏منطلق الحديث ‏إقرار الحقيقة التي اعترف الجميع بها؛ العدو والخصم والصديق.
 
نعم غزة كذلك في مرحلة مهمة وحساسة واختبار حقيقي للحريات ومدى ممارستها.
 
الحركة التي تشظت منذ عام 2006 على تيارات عدة، وبينها التيار الأكثر عداءً لحماس بعد الانتخابات الماضية عام 2006، هو اليوم يمارس عمله السياسي بحرية كاملة انطلاقًا من غزة، وبتنسيق مباشر في أعلى المستويات مع حركة حماس، وتوفر لهم التسهيلات الكبيرة في هذا الشأن.
 
الأمر ذاته ينطبق على ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية المفصول حديثًا من قبل حركة فتح بسبب تشكيله قائمة انتخابية بالتحالف مع القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي المتوقع فصله في حال واصل تحالفه مع القدوة.
 
كذلك تمارس حركة فتح برئاسة عباس عملها بحرية في العملية الانتخابية وقبلها، ولم يسجل من قبل المراقبين والمؤسسات الحقوقية أي شكل من أشكال التضييق أو الملاحقة.
 
غزة اليوم هي تعبير فعلي عن قيادة المشروع الوطني، وعنوان لممارسة الحريات، وتوفيرها لأهم خصومها السياسيين، وهو ما يتمتع به محمود عباس حتى الآن الذي يواصل سياسة البطش ضد خصومه بمن فيهم من شركاء له في بطش زملائهم سابقًا، أو حصاره غزة خلال السنوات الماضية.
 
غزة التي تعرضت للحصار والتضييق والملاحقة واتباع سياسات عدوانية من خلال قطع الرواتب وإيقاف مشاريع الدعم الدولية، والتخلي عنها، تواصل دورها الوطني في حماية مشروع التحرر الوطني كممارسة وفعل يشهد لها بذلك العدو قبل الصديق.
 
ناصر القدوة هو شريك عباس على مدار سنوات في حصار غزة بصفته عضو في اللجنة المركزية، وكذلك تيار القيادي الفتحاوي محمد دحلان، وإن كان تخلى عن ذلك مبكرًا.
 
آن الأوان لإنصاف غزة وإيقاف الإجراءات العقابية التي يواصل عباس تطبيقها، حتى خلال فترة الانتخابات، التي من شأنها أن تعاقبه على ما ارتكبه من جرائم بحق أبنائها والتنكيل بهم.
 
هو ذاته ما تنتظره الضفة الغربية من الانتخابات القادمة عبر تغيير النظام القائم في الضفة الذي تسلط على الشعب الفلسطيني، وانحرف بالمشروع الوطني نحو الانعزال والانحدار، وضياع الدعم الدولي وانحساره، وتوقف الدعم العربي والاسلامي، بل سقوط بعضهم في علاقات أمنية وسياسية مع الاحتلال الإسرائلي، متسترًا بما تقوم به السلطة من تنسيق أمني في الضفة الغربية.
 
غزة ستبقى عنوان للمشروع الوطني وسيتعزز خلال الانتخابات من خلال حرية العمل السياسي والوطني، وقد أبدعت سابقًا في ترتيب وتنظيم العمل المقاوم ليشمل ويضم الكل الفلسطيني، بما فيه بعض التيارات الفتحاوية المقاومة التي طالها بطش عباس.