قائمة الموقع

رمضان.. هدية من الله

2021-04-17T09:49:00+03:00

جاء رمضان ليهيئ الله (عز وجل) لعباده الفرصة تلو الأخرى، والجو المناسب لاتخاذ قرار العودة إليه والصلح معه، فأتى رمضان ليحمل لنا هذه الرسالة: "أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآَمِنِينَ" (القصص:31)، فيا للفرحة والسعادة ببلوغ رمضان!

فها هو بدأ رمضان، وهو هدية من رب العباد تحمل في طياتها كل ما يعيدنا إليه ويقربنا منه، فماذا عسانا أن نفعل معه؟!

إنها فرصة لا تتكرر إلا مرة كل عام، وما يدرينا أين سنكون في العام القادم، فهيا بنا نُحسن الاستفادة من هذه المنحة، ونغتنم الفرصة، ونتعرض للنفحة، ونتسابق في الخيرات.

وقبل أن نبدأ في السباق علينا أن نحدد هدفنا الرئيس الذي نريد أن نبلغه في هذا الشهر حتى نضع الوسائل المناسبة لتحقيقه، وقبل تحديد الهدف لا بد من تأكيد هذه الأمور: أن المسلم يريد أن يستمر على الاستقامة والهمة العالية لفعل الصالحات بعد رمضان، وهو ما يستلزم زيادة حقيقية للإيمان في القلب، وأن الرجلين يكون مقامهما في صف الصلاة واحدًا، وبين صلاتهما ما بين السماء والأرض، وليس ذلك لاختلاف حركات البدن، ولكن لاختلاف ما في قلبيهما من إيمان وخشوع.

ويعلم المسلم أن الله (عز وجل) يحب منا أن يحضر القلب في أثناء الطاعة "لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ" (الحج:37)، وبحضوره مع الطاعة يكون أكثر ثوابًا بمشيئة الله من عدم حضور القلب.

فمثلًا لو أن ملكًا من الملوك أهدى إليه أحد رعيته جواهر كثيرة مقلدة ورديئة، في حين أهدى إليه آخر جوهرة واحدة حقيقية، فأيهما سينال حب الملك؟ وأيهما سيقرب منه ويجزل له العطاء؟

فإن كان الأمر كذلك فماذا ينبغي أن يكون هدفنا عند زيارة رمضان لنا؟ ليكن الهدف الأسمى هو إحياء القلب وملأه بالإيمان، لتدب الروح في الأعمال وتستمر الاستقامة بعد ذهاب شهر رمضان.

وقد حدد لنا القرآن هذا الهدف في قوله (تعالى): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة:183)، فلنرفع علم التقوى ولنضعه نصب أعيننا، ولنشمر للوصول إليه في هذا الشهر الكريم.

من كتاب "كيف نُحيــي قلوبنــا في رمضـــان؟" تأليف مجدي الهلالي.

اخبار ذات صلة