قائمة الموقع

تحليل: اعتقال مرشحي القوائم الانتخابية محاولة للتأثير في النتائج

2021-04-14T14:49:00+03:00
صورة أرشيفية

رأى مختصان في الشأن السياسي أن اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي مرشحي القوائم الانتخابية في مدن الضفة الغربية المحتلة، وخاصة مرشحي قائمة "القدس موعدنا"، يندرج في إطار التأثير في العملية الانتخابية، وتضييق الخناق على المرشحين المؤثرين في القوائم.

واعتقلت قوة إسرائيلية خاصة، أول من أمس، ممثل قائمة "القدس موعدنا" ناجح عاصي، عقب اقتحام منزله بمدينة البيرة والاعتداء عليه وإرهاب عائلته.

واستنكرت حركة حماس عمليات اعتقال المرشحين، مؤكدةً أن هذه الاعتقالات تزيد إصرار القائمة على مواصلة الدرب.

وفي 6 إبريل/نيسان الجاري اعتقل الجيش الإسرائيلي المرشح عن قائمة حركة حماس حسن الوريدان من مدينة بيت لحم.

وفي الأسابيع الأخيرة اعتقل الجيش الإسرائيلي قادة بارزين من حماس بالضفة الغربية.

ويؤكد الناشط السياسي، عضو الحراك الوطني الديمقراطي، عمر عساف، أن الاحتلال الإسرائيلي يتدخل في كل مجريات حياة الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن العملية الانتخابية أحد هذه الأمور التي لن تكون بمنأى عن تدخله.

وقال عساف في حديث لصحيفة "فلسطين": "يحاول الاحتلال من خلال تدخله في العلمية الانتخابية تأكيد وجوده في الساحة الفلسطينية من جهة، وتضييق الخناق على بعض القوائم أو بعض المرشحين المحسوبين على المقاومة بزعم أنهم إرهابيون".

ولفت إلى أن قائمتي "القدس موعدنا" التابعة لحركة حماس، و"نبض الشعب" التابعة للجبهة الشعبية مستهدفتان منه، مستدلًّا على ذلك بحملة الاعتقالات والاستدعاءات التي تنفذ بحقهم بين الفينة والأخرى لدفعهم للانسحاب من تلك القوائم.

وعدَّ عساف تدخلات الاحتلال "محاولة لترجيح كفة على أخرى خلال الانتخابات"، متوقعًا أن تستمر قوات الاحتلال في ذلك وربما بوتيرة أعلى في قادم الأيام من أجل إفشال العملية الانتخابية.

ويعتقد أن سلطات الاحتلال لن تسمح بإجراء الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيادته كمنطقة "سي" ومدينة القدس.

ويقول عساف إن استخدام صندوق البريد المنصوص عليه في اتفاق "أوسلو" قد لا يسمح به الاحتلال رغبة منه في إبقاء الحالة السياسية الفلسطينية على الوضع الذي هي عليه، "وكي لا ينظر العالم للعملية الانتخابية كفرصة للشعب الفلسطيني تعينه على إدارة شؤونه وتحقيق إنجازات سياسية تضر بالمصالح الإسرائيلية".

وهذا ما ذهب إليه الكاتب والمحلل السياسي صلاح حميدة، إذ يؤكد أن اعتقال الاحتلال لمرشحي القوائم الانتخابية، يندرج في إطار محاولته للتأثير في سير العملية الانتخابية ونتائجها.

وعدّ حميدة في حديث لـ"فلسطين"، هذه الاعتقالات "شكلاً من أشكال الالتفاف والتأثير في مجريات العملية الانتخابية، والتذكير بأنه موجود ويستطيع تحديد مسارات الحالة الفلسطينية بشكل عام، والانتخابات خاصة".

وبيَّن أن تحييد الشخصيات التي يصنفها الاحتلال ذات تأثير في الجمهور، سيؤثر في مجرى العملية الانتخابية، والقوائم المُرشحة تحديدًا، خاصة خلال مرحلة الدعاية الانتخابية القادمة، مستبعدًا توقف الاحتلال عن سياسة اعتقال المرشحين.

ورجّح أن تشهد الأيام القادمة تدخلات من الاحتلال بشكل أكبر، ولا سيّما أن الاعتقالات الحالية "نوعية" ويختارها الاحتلال بعناية، لأشخاص مؤثرين قادرين على إدارة عملية انتخابية ناجحة.

وقال: "كان الأصل إيجاد شكل من أشكال الضمانات من ممارسات الاحتلال، خاصة أن مسألة الانتخابات ليست داخلية بشكل أساسي، إنما شاركت فيها أطراف إقليمية ودولية".

ونبّه حميدة إلى أهمية وجود الضمانات على الانتخابات، من خلال ممارسة الضغط على الاحتلال لعدم استهداف قوائم مُعينة ومرشحين وماكنة إعلامية بحد ذاتها، لترك المجال للشعب يقرر اختيار ممثليه.

ودعا إلى وجود شكل من أشكال الحراك والضغط في هذا الجانب، والخروج من حالة الصمت والانتقادات الخجولة الرافضة لسياسات الاحتلال وتدخله في العملية الانتخابية.

اخبار ذات صلة