قائمة الموقع

الحب المقدس

2021-04-14T12:32:00+03:00

إذا كان الضعف قد بنى حولك سجنًا ضيقًا لا تستطيع الخروج منه، إذا حاصرتك الحاجات، وداهمتك الخطوب، والتفت من حولك الهموم، وأخذت روحك في الهرب إلى المجهول؛ فأنت ساعتها بحاجة إلى أن تصمد إليه.

اسم الله "الصمد" سيمدك بكل ما تحتاج له لتكون قويًّا في هذه الحياة، وتجابه واقعك بشموخ، وتتجاوز عقدك بعزيمة، ابدأ مع الصمد عهدًا جديدًا، ثم ثق أن الغد سيكون أفضل من اليوم بكثير.

الصمد اسم كما ترى بالغ الهيبة، قويّ الحروف، شامخ المعنى، ذو جلالة خاصة.

أحاطك بالاحتياجات لتحيط نفسك بأسمائه وصفاته، وهذا معنى الصمدية، في كل لحظات حياتك أنت بحاجة إليه، فإن لم ترجع إليه اختيارًا رجعت إليه اضطرارًا.

المزارع إذا تأخر وقت الحصاد وقد تعاظمت حاجته للثمر، وصار الماء شحيحًا؛ نظر إلى السماء وقال: يا الله!

ركاب السفينة إذا تلاطمت بهم الأمواج، وزعزعت فكرة الموت طمأنينة الحياة في نفوسهم؛ قالوا: يا الله!

إذا أعلن قائد الطائرة أن عجلاتها رفضت التحرك ولذلك سيأخذ جولة على المطار إلى أن تُحل المشكلة؛ ينسى ركاب الطائرة كل الشخصيات المهمة، ولا يتذكرون إلا الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه.

وعيناك على رسام القلب، تنظر إلى تلك الخطوط المتعرجة ومريضك تخفت أنفاسه، وتتضاءل نبضاته، وتلك الخطوط تأخذ قليلًا في الهبوط؛ لحظتها تنسى اسم الممرضة، ويتبخر من رأسك وجه الطبيب وتقول في رجاء: يا الله كن معه!

كلمة "الله" وحدها كفيلة بإسكات أكبر أكاذيب الحياة، في عمق كل إنسان، وداخل كل خلية، وحول كل شريان أشياء تعرف الله جيدًا، وتسجد له، وتسبحه.

خلق في نفوس عباده حاجة إلى حبه سبحانه! هناك نوع من الحب المقدس في قلوب العباد لا يشبعه إلا الانحناء له، والطواف ببيته، والوقوف بين يديه، والقيام من النوم لأجله، وبذل المهج في سبيله.

الحياة بكل تجلياتها همس يقول لك: الذي تبحث عنه على عرشه يسمعك، "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" (طه:5).

إذا بحثت عن شيء فلم تجده فدعه، وانشغل بالله، هو الذي جعل ذلك الشيء يضيع لتصمد إليه وتلتجئ، لتقول: اللهم ردّ عليّ ضالتي، فيردها!

  • من كتاب "لأنك الله"- علي بن جابر الفيفي.

 

اخبار ذات صلة