قائمة الموقع

المقدسي فادي عليان.. بأي حال جئت يا رمضان؟!

2021-04-14T12:27:00+03:00

على مشارف نافذة إحدى غرف البيت اعتاد أطفاله الوقوف بعد أذان المغرب منتظرين تكبيرات المساجد إعلانًا لبزوغ هلال رمضان، لينشغل بعدها برفقتهم في صناعة جو رمضاني في البيت بتعليق الزينة وفتح الأناشيد الرمضانية وشراء الفوانيس لأبنائه.

ولكن المؤلم هذا العام أنه أتى الشهر الفضيل لينكأ جرحًا لم يندمل ولم يشفَ بعد أن فقدوا مأواهم بقرار هدم أصدره الاحتلال الإسرائيلي، ليستقبلوا رمضان بعيدًا عن بيتهم الذي ضم ذكرياتهم.

المقدسي فادي عليان (34 عامًا) يسكن في قرية العيساوية الواقعة في الشمال الشرقي من البلدة القديمة للقدس، متزوج ولديه أربعة أبناء.

قبل شهرين من قدوم رمضان تسلم القرار الذي عده سياسيًّا لا إداريًّا من الاحتلال، لكونه يقطن في منطقة يدعي الأخير السماح بالبناء فيها، وحاول جاهدًا الحصول على ترخيص له، لكن المحتل كانت يتلكأ في إصدار تلك الأوراق الرسمية للتضييق على المقدسيين.

ويقول عليان لصحيفة "فلسطين": "جاء هذا الهدم بعد عدة مرات تهديد، كان آخرها على لسان ضابط المخابرات الإسرائيلي بطريقة غير مباشرة، كان مفادها ترك عملي في خدمة الأقصى لكوني أعمل حارسًا، مقابل التراجع عن هدم البيت".

وكان رده فعليًّا بمواصلة عمله في المسجد الأقصى، حتى إجراءات الاعتقال المتتالية، وقرارات الإبعاد لم تثنه عنه.

ويتحدث عليان بألم ووجع: "بأي حال جئت يا رمضان؟! جاء ونحن بعيدون كل البعد عن حياة الاستقرار والهدوء والراحة والسكينة، مشاعر مختلطة لا يمكن وصفها بين ألم وحزن، تعيش حياة التشتت والفرقة، وتشاهد بأم عينيك شقاء عمرك يهدم في لحظة واحدة ليهدم معه كل شيء جميل بنيته في الماضي والحاضر والمستقبل".

ويصف قرار الاحتلال بالظالم، الذي يتعمد التنغيص على حياة المقدسيين بكل الطرق، خاصة مع قدوم المناسبات الدينية كرمضان والعيدين.

ويتابع عليان: "يأتي رمضان هذا العام دون شعور بالأجواء العائلية؛ فنعيش التشتت، وكل فرد في بيت أحد من الأقارب، لا نتجمع على مائدة رمضان، والسحور، أو نتشارك في صلاة الجماعة، ولا نعلق الزينة الرمضانية في أرجاء البيت".

وما يخفف وجعه أنه لا يزال يعيش في المنطقة نفسها، مع أهل الحي الذين عهد روحهم الاجتماعية والتكافلية، ويسمع صوت المؤذن ذاته، وصوت المسحراتي الذي ألفه في الأعوام الماضية.

ويبين عليان أن المقدسيين يدفعون فاتورة باهظة من أجل الأقصى وحمايته، فالاحتلال يسعى لتوفير حياة الرفاهية لمستوطنيه، في حين يشرد العائلات المقدسية ويقضي على مستقبل أبناء المدينة بسياساته في تهجير أهلها وممارسة القتل والقمع بحقهم.

كان ينتظر رمضان ليحيي طقوسه في هذه المدينة المقدسة، ولكن هذا العام اقتصر على استرجاع ذكرياته في الأعوام الماضية وهي تدوي في آذانه، خاصة وقت الإفطار العائلي في شرفة البيت، ولعب أبنائه حوله بالفوانيس والألعاب الرمضانية، متسائلًا: "أين نحن اليوم من كل هذه الأجواء إذ أنتظر اليوم الذي يجمع فيه شمل عائلتي؟!".

 

 

اخبار ذات صلة