في زنازين العزل الانفرادي، وفي ظروف قاسية وقاهرة، وإهمال طبي ممنهج، وعمليات قمع جماعي وفردي بعيدًا عن العالم، يمارس الاحتلال الإسرائيلي شتى صنوف العذاب بحق الأسرى الفلسطينيين، في محاولة لتحطيمهم وتحويلهم إلى مرضى.
ومنذ اللحظة الأولى للاعتقال، يمارس الاحتلال شتى أساليب التعذيب النفسي والجسدي بحق الأسير، حيث يتعرض للضرب بأعقاب البنادق على أنحاء متفرقة من جسده، وفي بعض الحالات يطلق النار عليه بشكل مباشر أمام ذويه، ما يصيبهم بأمراض نفسية وعصبية.
ويعد المحرر منصور الشحاتيت الذي أفرج عنه مساء الجمعة الماضية، الذي يعاني أمراضا نفسية وعصبية، خير دليل على ما يتعرض له الأسرى من تعذيب شديد وعزل انفرادي لفترات طويلة، تؤدي إلى إصابتهم بأمراض عدة مزمنة.
خطة ممنهجة
وكشف مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل أن 25 أسيرا يعانون أمراضا نفسية وعصبية داخل السجون، وبدلا من رعايتهم وعلاجهم يزجهم الاحتلال في زنازين انفرادية، ما يزيد خطورة أحوالهم الصحية ويفاقهما.
وقال قنديل في حديث لصحيفة "فلسطين" إن سجل إدارة سجون الاحتلال حافل بممارسات غير مسبوقة بحق أسرانا، كممارسة التعذيب النفسي والجسدي بحقهم، مضيفا أن آلاف المحررين يعانون آثار التعذيب النفسي الذي وصل إلى مراحل متقدمة جدًا.
وأوضح أن الهدف من تعذيب الأسرى هو قتلهم ببطء بموافقة قادة الاحتلال ومؤسساته الرسمية، مدللًا على ذلك بما حصل مع المحرر الشحاتيت، حيث تعرض خلال مدة اعتقاله للتعذيب الشديد والعزل الانفرادي، ما أدى إلى إصابته بحالة من فقدان الذاكرة منعته من التعرف إلى والدته وعدد كبير من ذويه وإخوانه.