تأسيس مكتبة لأعمال الأسرى الإبداعية مترجمة باللغة الإنجليزية، جاء بعد أعوام من الإبحار الإعلامي في قصص الأسرى وذويهم، منذ أن بدأت لينا أبو بكر بالقراءة في أعمال الأسرى والتعرف إلى شخصياتهم وحكاياتهم.
أخذت لينا (48 عاما) على عاتقها تعريف العالم بهذه الذخيرة الإبداعية الهائلة التي يتحدث عنها الأسرى بلسان حالهم، في أثناء حواراتها الشخصية مع ذويهم، وعن طريق قراءة ما بين السطور في كتاباتهم التي تصلها عبر صفحاتهم أو ما ينشر لهم على الشبكة العنكبوتية، التي كشفت جانبًا مُهمًّا هو الإبداع.
لينا فلسطينية الهوى والهوية، ولدت في الكويت واستقر بها الحال في لندن، ولكن جذورها تعود إلى قرية يعبد قضاء جنين، وهي صحفية وشاعرة وكاتبة.
أطلقت لينا برنامج "أدب الخلود" الذي يوثق سِيَر الأسرى والشهداء عبر أهاليهم، وأدركت أنها تتعامل مع مبدعين أبطال ومناضلين وأصحاب أقلام وأفكار ومشاريع إبداعية تُثري المكتبة الإبداعية بامتدادها الإنساني.
وتقول لينا لصحيفة "فلسطين": "مشروع أدب الخلود هو برنامج إعلامي يتناول قصة كل أسير وأسيرة وشهيد وشهيدة بطريقة مختلفة، وترجمته للغة الإنجليزية، أعده وأقدمه مع طاقم كبير".
تجمع لينا رسومات أطفال الأسرى وأبناء الشهداء في كتاب، داعية الفلسطينيين إلى العمل على توثيق معاناة أطفالهم وأحلامهم من خلال هذا الكتاب، وأن يرسلوا ما يمكنهم من حكايات وعبرات وصور باسم أطفالهم والتواريخ والقصص والتفاصيل والأحاسيس والعذابات لأن "هذا التوثيق هو الأمانة التي نحملها للأجيال القادمة".
وعن الهدف من البرنامج، تلفت إلى أنه جاء لعرض قضية الأسرى والشهداء وتأمل قصة كل أسير وشهيد بطريقة إبداعية، ليؤسس لرؤية جديدة غير مبتذلة أو مستهلكة؛ ما يساهم بالتوثيق للأسرى ونضالهم.
وتنبه لينا إلى أنها بدأت بتجميع الأعمال الأدبية منذ ما يقارب العام، ولم تزل تعمل على هذا الحشد لكل ما كتبه الأسرى والأسيرات، مبينة أنها كانت ترتئي إنجاز ترجمة أول كتاب إلى اللغة الإنجليزية، وهذه رحلة لا تستطيع أن تنجزها وحدها، وتحتاج إلى طاقم لكي تستطيع أن تملأ هذه المكتبة الإبداعية التي يمكن أن تصبح مرجعا بطوليا لكل الأمم في مشوارها النضالي في سبيل الحرية والحق، وتتمنى أن تجد صدى لمناشدتها، من مؤسسات ودور نشر ترفد هذا المشروع في سبيل ترسيخ الحكاية الفلسطينية بأقلام مبدعيها وأبطالها ، بنشره وتوزيعه إلى الغرب".
وتقول لينا غنها لم تستطع أن تجد من يدعم هذا المشروع حتى الآن، سوى دار نشر وحيدة في باريس تطوعت لنشر كتاب واحد فقط باللغة الإنجليزية.
وتؤكد أنها لن تيأس، وسيبقي هذا العمل على قيد الحياة، وسيلهم الكثيرين لتقديم دعم لقضية الأسرى، داعية إلى إطلاق مسابقة لأدب الأسرى لتُحرر الأسير من زنزانته وتحفيزه من أجل أن يبدع ليس في سبيل الجائزة بل القيمة، واكتشاف الطاقات الكامنة وإظهارها للعالم، وستكون تجربة غنية وثرية.
وتحلم لينا أن تضم أعمال الأدباء من الأسرى والشهداء وأهاليهم لتكون أجمل وأعظم وثيقة يتركها الفلسطيني لكل الأمم والأجيال كمرجع فني وتاريخي تستلهم منه الشعوب روح العزم والكفاح والإبداع، في ظل التشويه الدعائي الذي يستهدف القضية الفلسطينية والأسرى الأبطال، لافتة إلى أن على الفلسطيني أن يصل بخطاب يكون هو صاحبه وهو كاتبه.