قائمة الموقع

أنت داعية للخير

2021-04-11T10:43:00+03:00
صورة تعبيرية عن فعل الخير

استوقفني دعاء كان مكتوبًا على ورقة ألصقت على عمود من الخشب في شارع الرمال بمدينة غزة، الذي يشتهر بحركة مستمرة في الغالب، وبذلك لا بد أن يكون هنالك المئات من الذين نظروا إليه ورددوا كلماته، تأملت بفكرته فشعرت أنه حتى وإن كان العمل بسيطا في فكرته فإن فيه دعوة إلى الله تعالى.

وكثيرا ما كنت أجد على المصعد الكهربائي ملصقا فيه قوله تعالى:" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " (الرعد:28) كأنه أراد أن يذكِّر بذكر الله تعالى حتى وإن كان في المصعد الذي لا تتجاوز رحلة صعوده أقل من دقيقة.

وهنالك من يجعل استقباله لك في محله بالسؤال: "هل صليت على النبي؟" فسرعان ما تبتسم وتردد

"صلى الله عليه وسلم".

وهنالك من تجده قبل أن يتكلم معك يبتسم اقتداء بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ لَكَ...".

وغيره تجد قبل أن يتكلم يقول لك: "سمِّعني الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، والبعض بمجرد أن تتكلم معه بموضوع وتخبره بحجم المشكلة الكبيرة تجده يبتسم ويقول لك: "أبشر" وجاء من هذه الكلمة اقتداء بسنة رسول الله "بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا".

والبعض سرعان ما تجلب أخلاقه الطيبة وكلامه الطيب انتباه من حوله فهو يطبق الإسلام بأفعاله حيث يستذكر بذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "إنَّ مِنْ أحبِّكُمْ إليَّ، وأقْرَبِكُم منِّي مجْلِساً يومَ القيامة أحْسَنَكُم أخْلاقاً".

وفلان تجده محبًا للخير فأينما حل تجد حب التعاون وتقديم المساعدة من سماته، حيث يطبق بذلك قول الله تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (المائدة:2).

وغيره يحرص على السلام على من يعرف ومن لا يعرف، وغيره يحب أن يقدم هدية حتى وإن كانت بسيطة القيمة لكنها كبيرة بالحب، وهنالك من ينظف قلبه يوميًا قبل أن ينام حيث يجدد توبته لله تعالى، ويسامح العباد لوجه الرحمن الرحيم.

حينما تتأمل نجد أن الأشياء ليست بالأمر الكبير في الفعل لكنَّ لها أثرا كبيرا في الغير، فلماذا تحرم نفسك أن تكون داعية للخير أينما حللت وتوجهت؟

نعم، أنت داعية في كلامك وأخلاقك في إحسانك للآخرين، في جبر خواطر الآخرين بكلمة طيبة تخفف وجع غيرك.

اسأل الله تعالى في سجودك أن يجعلك مفتاحًا للخير وأن يجري الخير على يديك أينما كنت وتوجهت.

اخبار ذات صلة