فلسطين أون لاين

معايير مزدوجة تحلل لـ(إسرائيل) دون غيرها امتلاك السلاح النووي

...

الكل يعلم وعلى رأسهم قادة (إسرائيل) أمثال نتنياهو وغانتس وشمعون بيرس وأولمرت، وكذلك قادة الدول العظمى وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وكذلك محمد البرادعي الرئيس السابق للمنظمة الدولية للطاقة النووية، أن (إسرائيل) تمتلك الأسلحة النووية منذ الستينيات من القرن العشرين.

وقد كشف سر امتلاك (إسرائيل) الأسلحة النووية مردخاي فعنونو الخبير النووي الإسرائيلي، الذي كان يعمل في مفاعل ديمونا في صحراء النقب والذي هرب إلى بريطانيا وسرَّب الى صحيفة التايمز أن (إسرائيل) تمتلك السلاح النووي؛ ما حدا بالموساد إلى اختطافه إلى (إسرائيل) والحكم عليه 18 سنة.

يقدر الخبراء العسكريون الدوليون ومراكز أبحاث الطاقة النووية أن (إسرائيل) تمتلك ما بين 80 و400 قنبلة نووية مدفونة في باطن الأرض في صحراء النقب؛ خوفا من تدميرها في هجوم حربي، وتملك (إسرائيل) صواريخ أريحا القادرة على إيصال القنابل النووية إلى 11500 كم، كما تملك (إسرائيل) غواصات نووية وطائرات إف 35 وإف16 القادرة على إيصال قنابل (إسرائيل) النووية إلى أهدافها في أي منطقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ليس سرا أن (إسرائيل) حملت عددا من القنابل النووية على صواريخ أريحا لإلقائها على الجيش المصري والسكان في صحراء سيناء في اليوم الثالث من حرب أكتوبر 1973، وأن الذي منعها من ذلك هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية آنذاك مقابل إقامة جسر جوي مباشر يحمل الدبابات والمدافع الحديثة من كاليفورنيا إلى أرض المعركة؛ ما حدا بالرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى إيقاف إطلاق النار وترك سوريا وحدها في مجابهة (إسرائيل)؛ ما أدى إلى إعادة احتلال الجولان السورية، وقد أطلق الرئيس السادات عبارته المشهورة "أحارب إسرائيل، آه أحارب أمريكا لا"، وكانت هذه بداية الاعتراف بـ(إسرائيل) في اتفاقية كامب ديفيد، وفتح بذلك مسلسل التطبيع العربي مع (إسرائيل) دون استعادة شبر واحد من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وهضبة الجولان ومزارع شبعا في لبنان.

كما فقدت مصر دورها بعدِّها دولة محورية في الصراع العربي الإسرائيلي، كما سهل ذلك احتلال وتدمير العراق من قبل أمريكا وأعوانها في المنطقة، وراحت اتفاقية الدفاع العربي المشترك إلى مصيرها المشؤوم في سلة المهملات، وفقدت الجامعة العربية أهميتها ولم يعد لها دور تقوم به سوى عقد قمم عربية لا يحضرها معظم الرؤساء العرب، وتُفبرك قراراتها مسبقا قبل عقد القمم العربية -على رأي القذافي-، فأي مهزلة هذه التي يعيشها المواطن العربي؟! في ظل غياب الأخلاق والمروءة والمشاعر الإنسانية لدى قادة (إسرائيل)، فليس هناك ما يمنعهم من استخدام السلاح النووي ضد الشعوب العربية، والتاريخ غير البعيد يخبرنا عن قيام أمريكا في الحرب العالمية الثانية بإلقاء قنابلها النووية على هيروشيما وناجازاكي في اليابان؛ ما أدى إلى قتل مئات آلاف من الشعب الياباني، والدرس المستخلص هو عدم وجود أخلاق في السياسة، وما دام الأمر كذلك فعلى العرب توقع الأسوأ من امتلاك (إسرائيل) الأسلحةَ النووية، فهي تشكل سيفًا مسلطًا على رقاب العرب من المحيط للخليج.

أفيقوا أيها العرب من غفلتكم!! والأدهى والأمر أن المطبعين العرب يزيدون من قوة (إسرائيل) باستثمارهم عشرات المليارات من الدولارات في اقتصادها الموجه معظمه للإنفاق العسكري، وليعلم هؤلاء المطبعون أن السحر سينقلب على الساحر، وستنقلب (إسرائيل) عليهم وعلى بلدانهم بالويل والثبور وليس ذلك ببعيد.

ما دام يحق لـ(إسرائيل) امتلاك الأسلحة النووية طبقًا للمعايير المزدوجة؛ فيحق للبلدان العربية وإيران امتلاك السلاح النووي للدفاع عن شعوبهم وأوطانهم ولا ينقصهم المال والقدرات التكنولوجية والعقول، والمسألة مسألة توفر الإرادة السياسية للحكام العرب.

بامتلاكها الأسلحة النووية ستصبح (إسرائيل) دولة عظمى تهيمن على البلدان العربية وتمنعها من امتلاك الطاقة النووية حتى للأغراض السلمية، فقد دمَّرت مفاعل نموز في العراق ومفاعل سوريا، اغتالت علماء الذرة المصريين والإيرانيين، فهي دولة فوق القوانين الدولية.

السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو: لماذا حلال على (إسرائيل) وحرام على البلدان العربية وإيران امتلاك الطاقة النووية؟ إنها المعايير المزدوجة التي وضعها الصهاينة وأنصارهم المسيحيون الإنجيليون، وعلى العرب والمسلمين الضرب بهذه المعايير الظالمة التي تحلل المحرم وتحرم المحلل عُرْض الحائط! يقول تشرشل: "إذا أردت السلام فاستعد للحرب"، لكن علينا العمل بقول الله في القرآن الكريم: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".

المصدر / د. خليل عليان - جريدة السبيل الأردنية