لم تكتفِ الإمارات والبحرين بتوقيع اتفاق تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وإقامة علاقات اقتصادية واجتماعية معه، بل عملت أبو ظبي والمنامة على إحياء ما يعرف بـ"ذكرى قتلى الهولوكوست".
وتجاهلت الإمارات والبحرين جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من خلال قيامها بمراسم وطقوس لإحياء "يوم الذكرى" والزعم أن اليهود تعرضوا لظلم كبير خلال "المحرقة".
وخلال المراسم، أشعل نشطاء إماراتيون 6 شموع لـ"ذكرى حرق 6 ملايين يهودي"، يزعم الاحتلال أن جيش هتلر الألماني قتلهم.
بدوره عدَّ رئيس حملة المقاطعة-فلسطين عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس د.باسم نعيم إحياءَ الإمارات والبحرين تلك المناسبة "محاولةَ ابتزاز وتغيير التاريخ والحقائق لخدمة مشاريع صهيونية في المنطقة".
وقال نعيم في حديث لصحيفة "فلسطين": إن إحياء الإمارات والبحرين ما يُعرف بـ"الهولوكوست" رغم أننا لا ننكر حدوثها رغم الخلاف التاريخي حول ما نُشر من معلومات، ولا نؤيد ارتكاب فضائع بحق أي إنسان على أساس جنسه أو دينه، يأتي في الوقت الذي يقوم به "ضحايا المحرقة" بأفظع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "يريد هؤلاء تمرير المشروع الصهيوني في المنطقة من خلال الاحتفال بتلك المناسبات، في الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال بضرب سوريا ولبنان وتونس والعراق، وهو ما يشجعه على مواصلة جرائمه".
وأشار إلى أن إحياء تلك الذكرى يعد تزييفًا لوعي الشعوب العربية والأجيال القادمة، وتغطية العدوان السافر على الأمة العربية من خلال إظهار التعايش المبني على العدوان والظلم، وانتهاك حقوق الآخرين والقرارات الدولية التي أجمعت على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وليس كما تصفه الإمارات بالإرهاب.
ولفت إلى أنه خلال توقيع الإمارات اتفاقياتها التطبيعية الباطلة مع الاحتلال اتخذت على نفسها وعودًا لم يتحقق منها شيء، بل زاد التهويد للقدس والجرائم بحق الشعب الفلسطيني على مدار الساعة، وفي مقدمتها الحصار المفروض على قطاع غزة المتواصل منذ نحو 15 عامًا.
ونبَّه إلى أن الاحتلال هوَّد 15 بيتًا مقدسيًّا فلسطينيًّا عربيًّا بعد طرد المستوطنين أهلها منها بالقوة ورفع أعلام الاحتلال في قلب القدس، تحت سمع وبصر الإماراتيين وأصحاب مشروع تمرير المشروع الصهيوني.
الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أكد أن الإمارات تحوَّلت إلى تحالف مع الاحتلال وسلَّمت نفسها له في كل شيء، سواء اتفاقيات أمنية أو اقتصادية أو دعم سياسي من خلال المؤسسات الدولية، والتعاون على مدار الساعة.
وقال القرا في حديث لـ"فلسطين": إن الإمارات من خلال إحياء ما يُعرف بـ"الهولوكوست" تزوِّر التاريخ والحقائق وتسير خلف الاحتلال، خاصة فيما يُعرف بـ"المحرقة".
وعدَّ أن الإمارات تفتقد إلى البعد الوطني والقيمي والأخلاقي، وتعمل لصالح الاحتلال سواء على الحق التاريخي أو التراثي أو الحقائق المعروفة منذ سنوات طويلة، مبيِّنًا أنها ستستمر في هذا الطريق إلى أبعد مدى.
ولم يستبعد القرا احتفال الإمارات بإقامة دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، متجاهلة بذلك المجازر التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني واحتلاله فلسطين كاملة.
ولفت إلى أن الدور الأخطر التي ترتكبه الإمارات هو ترويج الاحتلال، والضغط على بعض الدول لإقامة علاقات معه، كما فعلت مع السودان وبعض دول المغرب العربي.