قائمة الموقع

أسامة منصور.. بين يدي زوجته ارتقى شهيدًا برصاصات الاحتلال الغادرة

2021-04-07T10:04:00+03:00
الشهيد أسامة منصور ( أرشيف)

"كنت وزوجي في طريق العودة إلى بيتنا قبل أن يوقفنا جنود الاحتلال ويطلقون النار علينا مباشرة".. بالكاد استطاعت المقدسية سمية منصور إخراج هذه الكلمات وهي ملقاة على أحد أسرَّة مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، تتلقى العلاج بعد إصابتها بشظايا رصاصات أطلقها الجنود وأردت زوجها شهيدًا بين يديها.

كانت الأمور على ما يرام لدى المواطن أسامة منصور (42 عامًا) -من سكان قرية بدو البالغ تعداد سكانها 11 ألف نسمة التابعة لمدينة القدس المحتلة والمفصولة عنها بجدار الفصل العنصري- حتى فوجئ وهو في طريق العودة إلى بيته بجيبات عسكرية إسرائيلية تعترض الطريق أجبرته على إيقاف سيارته، وبعدها بلحظات سمحت له بالسير مجددًا.

لكن زوجته سمية (38 عامًا) أوضحت للصحفيين أنه ما إن سمح أحد ضباط جيش الاحتلال لزوجها بالسير حتى أطلق الجنود الرصاص بغزارة صوب المركبة فأصابوه مباشرة و"أصبت أنا بشظايا الرصاص".

واخترقت رصاصات جيش الاحتلال الغادرة رأس "منصور" مباشرة فسقط بين يدي زوجته في حدثٍ لن تنساه.

وأسامة الأب لخمسة أبناء أكبرهم يبلغ عمره 14 عامًا، عندما أطلق جنود الاحتلال الرصاص صوبه وزوجته كان في طريقه إلى البيت، عقب مرافقته للاطمئنان على حالتها الصحية.

وقد شعرت سمية عند الساعة الواحدة والنصف ليلًا بحالة تعب شديد استدعت ذهابها إلى مركز بلدة "بير نبالا" الطبي للطوارئ القريب من منطقة سكنهم، بسبب عدم وجود مركز طبي يعمل على مدار الساعة في قرية "بدو"، حسبما أفاد محمد منصور، أحد أقارب الشهيد.

وفي طريق العودة أوقف جنود الاحتلال المركبة التي يقودها وطلبوا منه بعض الأوراق ووجهوا له عدة أسئلة قبل أن يسمحوا له بالسير، إلا أنه بعد أمتار قليلة رشقوه بزخات من الرصاص.

وبيَّن أن جنود الاحتلال أصابوه بالرصاص في أكثر من مكان في جسده إلا أن رصاصة واحدة اخترقت رأسه من الخلف تسببت في استشهاده، في حين أصيبت زوجته برصاصة في ظهرها وبعض شظايا الرصاص.

وتساءل منصور في حديثه لصحيفة "فلسطين" عبر الهاتف عن السبب الذي يدفع جنود الاحتلال إلى إطلاق الرصاص صوب أسامة وزوجته دون تشكيلها خطرًا عليهم وهما عائدان إلى بيتهما.

وقال: "إن إعدام أسامة أمام زوجته جريمة بشعة تدل على همجية الاحتلال وعنصريته واستعماره الذي لا يمكن أن يتكرر في التاريخ".

وبيَّن أنه بحسب الأطباء فإن الرصاصات كلها أصابت أسامة وزوجته في منطقة الظهر، وهذا يعني أنه لم يكن مقبلًا عليهم بسيارته، وإنما كان في طريقه الاعتيادية للعودة إلى البيت.

ولفت إلى أن العائلة تواصلت مع المؤسسات الرسمية ونشطاء وحقوقيين محليين ودوليين لتوثيق جريمة الاحتلال وتركيز الضوء عليها، لفضحه أمام العالم على ما يرتكبه من انتهاكات وجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وقرى شمال غرب القدس وعددها 16 قرية بتعداد سكاني 100 ألف نسمة تعد امتدادًا طبيعيًّا لمدينة القدس، لكن بفعل جدار الفصل العنصري أصبحت معزولة تمامًا عن القدس ويمارس بحق أهلها كل أنواع العنصرية الإسرائيلية.

اخبار ذات صلة