يبدأ أيمن أبو عليا من سكان قرية المغير شرق مدينة رام الله، يومه بصلاة الفجر والدعاء لاثنين من أبنائه فقدهم في حدثين منفصليْن، واحد قضى برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وبحلول كل مناسبة وطنية، يعيد مشهد إعدام جنود الاحتلال للطفل علي أبو عليا (13 عامًا)، تكرار نفسه أمام والده وأفراد عائلته التي تذوقت مرارة الفقد والحرمان مرتيْن متتاليتيْن.
وصادف، أمس، 5 إبريل/ نيسان الذكرى الـ26 لإقرار يوم الطفل الفلسطيني عام 1995.
وقال والد الشهيد: إن العائلة كلها تفتقد "علي" كثيرًا، لقد كان يملك معزةً كبيرة بين أفراد أسرته، وكان محبوبًا من الجميع.
وأضاف لـ"فلسطين": لم ننسَ "علي" ولا الجريمة النكراء التي تعرض لها بإطلاق الرصاص عليه من قِبل جنود الاحتلال، وهو حاضر بيننا في جميع المناسبات وخاصة الوطنية منها.
وفي الرابع من إبريل/ نيسان 2020، أقدم جنود الاحتلال على إطلاق نيران أسلحتهم الرشاشة صوب الطفل "علي" خلال مداهمته قرية المغير لقمع مسيرة خرجت احتجاجًا على بناء بؤرة استيطانية على أراضي بلدة كفر مالك القريبة من القرية.
ورغم مرور عام على حادثة الاستشهاد، إلا أن عائلته لم تتنازل بعد عن حقها في ملاحقة جنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص صوب المواطنين وأدى إلى استشهاد طفلها، ويقول والده، إنه يتطلع إلى ملاحقة هؤلاء الجنود في المحافل الدولية.
وكانت قوة إسرائيلية خاصة اعتقلت والد الطفل الشهيد ووالدته بعد 40 يومًا من استشهاده، وتحديدًا الساعة الثانية بعد منتصف الليل، واقتادتهم إلى أحد مراكز التحقيق التابعة لجيش الاحتلال ومخابراته، وهناك هددوه ضباط إسرائيليين باعتقال بقية أفراد عائلته.
وبحسب رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا، فإن استهداف الطفل كان بشكل مباشر ومتعمد من مسافة صفر وبدمٍ بارد، وكأن جنود الاحتلال لديهم أوامر مسبقة بإعدام الطفل "علي" قبل انسحابهم من القرية، دون أن يرتكب الطفل أي ذنب.
وأعاد مشهد إعدام الطفل أبو عليا، للأذهان جرائم مماثلة ارتكبها جنود الاحتلال بحق أطفال فلسطينيين قصر في ذات المكان، إذ لم يكُن هو الأول الذي يعدمه جنود الاحتلال من مسافر صفر.
وأضاف رئيس مجلس قروي المغير لـ"فلسطين"، أن جنود الاحتلال أعدموا في سنوات سابقة كل من الطفل ليث أبو نعيم (15 عامًا) سنة 2018، والطفلان مناضل أبو عليا (13 عامًا) وصقر النعسان (15 عامًا) خلال انتفاضة الحجارة التي اندلعت نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وجميعهم من قرية المغير.
علاوة على هؤلاء الأطفال، فإن 6 من شبان القرية استشهدوا بنيران الاحتلال في السنوات الماضية.
وتحظى المغير بأهمية كبيرة فلسطينيًا لأنها القرية الأخيرة قضاء مدينة رام الله من جهة الشرق، بحسب أبو عليا، ويحدها من ذات الاتجاه شارع استيطاني يفصل بين الضفة الغربية المحتلة ومنطقة الأغوار المهددة بالضم وفق مخطط حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو.
وجعل ذلك القرية المغير مثار احتكاك بين قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال من جهة، والمواطنين المدافعين عن حقهم بأرضهم من جهة ثانية.
ولذلك، فإن أي حدث في المنطقة أو مواجهة، فإن نقمة جيش الاحتلال وعدوانه يتركز دائمًا على قرية المغير، كما يقول أبو عليا.
وكان أيمن أبو عليا، والد الشهيد، فقد نجله الأكبر وسام على إثر إصابته بمرض عضال وبعده بسنة واحدة استشهد علي، وبقي لديه 3 أبناء و3 بنات يحيون معًا يوم الطفل الفلسطينيين كل عام.ش