فلسطين أون لاين

يجب ألا تزيد مدتها على 48 ساعة

خاص ضهير: أعراض اللقاحات "مناعية" وتتفاوت باختلاف الفئة العمرية

...
د. مجدي ضهير نائب مدير الرعاية الأولية بوزارة الصحة في قطاع غزة (أرشيف)
غزة/ أدهم الشريف:

قال مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة د. مجدي ضهير: إن الأعراض الظاهرة على الحاصلين على جرعات من اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا"، معقولة جدًا، مشيرًا إلى اختلاف شدتها بين الفئات العمرية الشابة والمتوسطة من جهة، وكبار السن من جهة أخرى.

وأوضح ضهير لصحيفة "فلسطين"، أن الجسم يتعامل مع اللقاح على أنه مواد غريبة ويُحدث تفاعلًا معها، الأمر الذي يتسبب بأعراض جانبية تشمل الصداع الخفيف وألم مفاصل وارتفاع درجة الحرارة في بعض الأحيان، وغثيان لدى بعض الحالات.

وبيَّن أن المدة الزمنية للأعراض تتراوح بين 24-48 ساعة فقط ثم تختفي تمامًا، وما دون ذلك يجب على الشخص متلقي اللقاح مراجعة المراكز الصحية للتحقق من طبيعة هذه الأعراض.

وذكر ضهير أن الهدف من ذلك معرفة إذا كانت الأعراض مرتبطة بأمراض أخرى كالإنفلونزا أو الإصابة بفيروس "كورونا" المسبب لمرض "كوفيد-19".

وأكد مدير الطب الوقائي أن وزارة الصحة تتابع جميع الحالات التي تلقت التطعيم من أجل الاطمئنان عليهم، والتأكد من مدة الأعراض والمضاعفات حال ظهورها.

ونبَّه إلى أن حالات بغزة حصلت على اللقاحات وبعدها ظهرت عليها أعراض الإصابة بفيروس "كورونا"، مشددًا على أن ذلك لا علاقة له إطلاقًا باللقاحات لأنها لم تعطِ بعد المناعة والفعالية المضادة التي ممكن أن تقي الجسم من الإصابة بالفيروس، مبينًا أن اللقاحات بحاجة إلى وقت لمنح الجسم مناعة كافية.

وكشف أن الصحة لم تسجل أي حالة استدعت دخولها المستشفى بعد حصولها على اللقاحات، ولم تسبب كذلك أي حالة وفاة.

ويتزامن حديث د. ضهير، مع انتشار طفرة جديدة من فيروس "كورونا"، يطلق عليها الطفرة البريطانية، وصلت إلى غزة، مؤخرًا، وتشير المعطيات إلى سرعة انتشارها.

وبالنسبة للأعراض ومدى شدتها، بيَّن مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة، أن الفئات العمرية من الشباب والأعمار المتوسطة تكون الأعراض لديهم أشد بسبب قوة مناعتهم، أما بالنسبة لكبار السن فهي غير موجودة وتكاد تنعدم، وحال ظهورها فهي طبيعية جدًا.

ردة فعل

في حين أشار د. ضهير إلى أن الفئات العمرية من الشباب والأعمار المتوسطة لديهم جهاز مناعة قوي قادر على التفاعل بقوة مع اللقاح لتكوين أجسام مضادة للفيروس، وينتج عن هذا التفاعل ردة فعل في صورة أعراض.

ويؤكد أنه كلما زاد العمر تكون المناعة أضعف ومن ثم فإن الأعراض لا تظهر حسب تجربة أطباء وزارة الصحة.

وذكر أنه ممن تلقوا اللقاح، ونتج عنه آلام مقبولة جدًا في مكان التطعيم بالذراع، وفي اليوم الثاني صداع خفيف جدًا، لكنه جدد تأكيده ضرورة مراجعة المراكز الصحية في حال تواصلت الأعراض بعد 48 ساعة، وذلك للتحقق من سببها واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة.

ونبَّه د. ضهير إلى أن اللقاح لا يوفر المناعة إلا بعد 5 أسابيع، 3 أسابيع للجرعة الأولى وأسبوعين اثنين للجرعة الثانية، وهناك احتمالية كبيرة لإصابة الحاصل على اللقاح خلال هذه الفترة بفيروس "كورونا"، ومن ثم فإن ظهور الأعراض بعد اللقاح ليس مرتبطًا باللقاح نفسه.

وأكد أن ذلك يستدعي من الجميع الحاصلين على اللقاح ومن لم يتلقوه بعد، التزام كامل إجراءات السلامة والوقاية المعلنة، وأبرزها ارتداء الكمامة واستخدام المعقمات وغسل الأيدي باستمرار والابتعاد عن التجمعات.

وبالنسبة لأنواع اللقاحات المتوفرة بغزة، تحدث د. ضهير عن وصول ثلاثة أنواع: "فايزر" الأمريكي، و"أسترازينيكا" البريطاني، و"سبوتنيك" الروسي، في حين تنتظر وزارة الصحة بغزة وصول اللقاح الصيني من الصحة في رام الله، خلال الأيام المقبلة.

وذكر أن جرعات اللقاحات التي وصلت إلى غزة، بلغ مجموعها أكثر من 80 ألف جرعة، تكفي 40 ألف مواطن، مبينًا أن الصحة استطاعت تطعيم قرابة 25 ألف مواطن، وما زالت مستمرة في حملة التطعيم.

ووصف جميع اللقاحات التي وصلت إلى غزة بأنها جيدة من ناحية الفاعلية ضد الفيروس، إذ توفر مناعة تزيد على 90%، موصيًا المواطنين باللجوء للمراكز الصحية للحصول على اللقاحات المتوفرة بغض النظر عن نوعها، وذلك وفق توصيات الطبيب المختص باللقاحات.

ويخضع قطاع غزة حاليًا لإغلاق كامل يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، في إجراء اتخذته وزارة الداخلية والجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الصحة، للحد من انتشار الفيروس بعد وصول الطفرة البريطانية الأسرع انتشارًا من سابقتها، خاصة أن عدد المصابين وصل في اليوم الواحد إلى أكثر من ألف إصابة.

ويعد القطاع الساحلي من آخر المناطق الجغرافية التي وصل إليها فيروس "كورونا" بعد ظهوره في الصين نهاية 2019، وسجلت أولى الإصابات داخل المجتمع نهاية آب/ أغسطس 2020، ما أجبر الجهات الحكومية على اتخاذ سلسلة إجراءات صارمة.