قائمة الموقع

التقرير السنوي

2021-04-04T10:40:00+03:00
م.عماد الصيام.jpeg

تُرفع الأعمال إلى الله تعالى يوميًّا وأسبوعيًّا وسنويًّا، أما التقرير اليومي فيكون في صلاة الصبح وصلاة العصر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: "كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ". وهذه مكرمة خاصة لمن يشهد صلاة الفجر والعصر جماعة في المسجد، فأنعم به من ذِكر وأكرم بها من شهادة.

وأما التقرير الأُسبوعي فيكون في كل يوم الخميس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ". وهذا أمرٌ خطير! تخيَّل أنَّ عباداتك وأعمالك الصالحة تبقى معلقةً طالما أنك قاطع لأرحامك!

وأما التقرير السنوي فيكون في شهر شعبان، وَعَنْ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ".

 فقد بيّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبب اجتهاده في العبادة وخاصة الصوم لسببين: أن الأعمال تُرفع في هذا الشهر إلى الله تعالى، وأنَّ الناس تغفل عن فضل العبادة فيه، والعبادة وقت الغفلة يكون لها أجرًا عظيمًا.

 ولذلك كان لصلاة الفجر وصلاة العصر فضلًا متميزًا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ "، وكان لصلاة الضحى ثوابًا عظيمًا ولو بركعتين فهم تعدلان ثلاثمائة وستين صدقة، وكذلك الصلاة في جوف الليل من أفضل الصلوات بعد المكتوبة وقد أثنى الله تعالى على المستغفرين بالأسحار، فيغفر لهم ويتقبل دعاءهم.

وقيل في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.

ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شُرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، قال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القُرَّاء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القُرّاء، وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرّغ لقراءة القرآن.. فلنستدرك ما تبقى من أيام شعبان بمزيد من الاستغفار والطاعات والقُربات حتى يوفقنا الله تعالى لطاعته وحسن عبادته في رمضان.

اخبار ذات صلة