حماس: شعبنا قائم على التعددية السياسية
الجهاد: غزة ليست محتلة والتيار الإسلامي ليس خطرًا
المقاومة الشعبية: "القدوة" يحاول تقديم "أوراق اعتماده للغرب"
"الأحرار" تحذِّر من خطر خلط الأوراق وتُجدِّد ثقتها بوعي شعبنا
"المجاهدين" تدعو "القدوة" إلى فهم أبجديات المشروع الوطني
لجان المقاومة تدعو جميع المرشحين لنبذ "التصريحات التوتيرية"
سويرجو: تصريحات غير موزونة ولا تخدم التوافق الداخلي
بنات يسأل "ناصر": "هل محمود الهباش يمثِّل إسلامك؟"
الزعاترة: مشكلة "القدوة" ليست مع الاحتلال
لاقت تصريحات القيادي المفصول من حركة "فتح" ناصر القدوة، حول حركات التحرر الوطنية غضبًا فلسطينيًّا واسعًا.
وعدّت فصائل وطنية ومراقبون سياسيون تصريحات "القدوة" خطيئةً سياسية وذات نوايا وأهداف غير وطنية لا تخدم الحالة الفلسطينية.
وحذَّر هؤلاء من خطر خلط الأوراق والصراعات بين فريق "أوسلو"، وتصفية حساباتهم الداخلية على حساب القضية والمشروع الفلسطيني.
وكان القدوة قد قال خلال مقابلة مع قناة "فرانس 24": إنه "إذا تعاونت قوائم (فتح) قد تصب كل الأصوات بمصلحتها، وكل هذه الأطراف لها مشكلة مع الإسلام السياسي أو الإسلاموية السياسية"، داعيًا إلى "استعادة غزة جغرافيًّا وسياسيًّا".
خطيئة سياسية ووطنية
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس: إن تصريحات القدوة خطيئة سياسية وطنية وتأتي منسجمة تمامًا مع المواقف والقرارات الصهيو-أمريكية الهادفة إلى تمزيق شعبنا وإطالة أمد الانقسام.
وأكدت حماس في بيان اليوم، أن هذه التصريحات تحرف البوصلة الوطنية، وتضعف الحالة الفلسطينية في وقت أحوج ما يكون فيه شعبنا إلى التكاتف وتحقيق الوحدة في مواجهة التحديات.
وأشارت إلى أن شعبنا صاحب تاريخ نضالي كفاحي طويل، قائم على التعددية السياسية، والتناقض الوحيد فقط مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل ليل نهار لتهويد القدس وتدنيس المقدسات وضم أراضي الضفة الغربية المحتلة وحصار قطاع غزة الصامد.
كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن حركات المقاومة الفلسطينية، إسلامية وطنية تسعى إلى تحرير الوطن وليس لإقامة "سلطة موهومة".
ورد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد أنور أبو طه، في تصريح، اليوم، قائلًا: "حركات المقاومة ليست إسلاموية سياسية تسعى لإقامة سلطة موهومة، بل إسلامية وطنية مقاومة تسعى لتحرير فلسطين".
وعدَّ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب تصريحات القدوة سقوطًا وانكشافًا لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية، بدلًا من توحيد الصف في مشروع التحرير واستعادة الأرض من الكيان المحتل.
وقال شهاب: "يا سيد ناصر: غزة ليست محتلة حتى تفكر باستعادتها، وإن التيار الوطني الإسلامي ليس خطرًا ولا غريبًا ولا طارئًا؛ حتى تصوره أنت وغيرك بالمشكلة".
ودعا شهاب "القدوة" إلى ضرورة الكف عن الحديث عن مصطلح "الإسلاموية السياسية" وتوزيع شهادات الوطنية على الغير، مؤكدًا أن تصريحاته خارجة عن العرف الوطني ومحددات العلاقات الداخلية.
اعتماده غربيًا
واستنكرت حركت المقاومة الشعبية بشدة تصريحات القدوة. ورأت فيها هجومًا على طيف واسع من أبناء شعبنا، ومحاولة لتقديم "أوراق اعتماد للغرب".
وقالت حركة المقاومة الشعبية في بيان اليوم: إن تصريحات القدوة "إساءة لمسيرة الكفاح الفلسطيني بكل أطيافه وخصوًصا الإسلامية".
ورأت أن ذلك "تقديم أوراق خاسرة للغرب، عبر الهجوم على الحركات الإسلامية في فلسطين التي قدَّمت التضحيات الكبيرة في الدفاع عن شعبنا".
وأضافت: "كان الأولى بالقدوة تقديم أوراق ترشُّحه وبرنامجه السياسي لشعبه والسعي نحو خدمته وتطويره بدلًا من الهجوم على ركن أصيل من الحالة الوطنية، في تخلٍّ واضح عن إرث خاله الرئيس الراحل ياسر عرفات في الالتصاق بشعبه وتعزيز أواصر الوحدة بين مكونات شعبنا".
وعبَّرت المقاومة الشعبية عن أسفها "لأن يكون إلى جوار قائد وطني كبير مثل مروان البرغوثي شخص يثير الفتنة والنعرات"، على حد قولها.
وأكدت أن ذلك "يستوجب ردًّا فوريًّا واعتذارًا عاجلًا من القدوة، والانسحاب من الحياة السياسية الفلسطينية، لأن مؤشرات برنامجه السياسية بانت".
تصريحات "مقيتة"
من جهتها، قالت حركة الأحرار: "إن تصريحات القدوة المقيتة تُثبت أنه مجرد أداة وحصان طروادة جديد يمسك بلجامه أعداء شعبنا".
وذكرت الأحرار في بيان اليوم، أن "هذه التصريحات الخطِرة التي تَوَّج خِلالها معسكر أعدائه المزعوم بالإسلام السياسي وقلعة غزة وتجاهل تمامًا الاحتلال والاستيطان والعدوان والحصار تكشف باطنه السيئ وتفضح حقيقة انتمائه وولائه".
وأضافت "هذه الرؤية التي ينظر لها بإمكانية التقاء شظايا بعض القوائم الانتخابية على قاعدة التحالف العلماني ضِد الإسلام يؤكد أن حقيقة الخلاف بينهم ليست سوى صراع داخلي محتدم على كعكة السلطة المسمومة".
وتابعت: الانتخابات التشريعية القادمة بالنسبة للتحالف العلماني ليس لها أي علاقة بالتنافس السياسي وإنما هي "معركة حقيقية بين فريق بقايا سلطة أوسلو وامتيازاتها الأمنية والسياسية المدعوم أمريكيًّا وصهيونيًّا، وبين من يُمثل خيار الحقوق والثوابت والمقاومة".
وحذَّرت الأحرار من أن تكون "هذه الانتخابات بالنسبة لبعض الفلسطينيين ورعاتهم الإقليميين والدوليين مجرد مناورة لخلط الأوراق وتعقيد المشهد على ساحتنا الوطنية".
وأكدت ضرورة أن تكون هذه الانتخابات-إذا أُجريت- مدخلًا لترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار للعمل الوطني المشترك على قاعدة تفعيل برنامج الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال.
وختمت الأحرار: "واثقون من قدرة شعبنا على تمييز الصالح من الطالح وفرز الغث من السمين".
من جانبها، أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية أن تصريحات القدوة فئوية وتنم عن عقلية تقصي الآخر بدعوى الاختلاف السياسي والفكري.
وقال نائب الأمين العام للحركة سالم عطالله في بيان اليوم: "نرفض استخدام مصطلح الإسلام السياسي الذي روَّج له الغرب زورًا ضد الحركات التي تحمل المرجعية الإسلامية، ونؤكد أن الإسلام هو من يوجهنا ولا نوظفه سياسيًّا كما يدعون".
وشدد على أن المشروع الوطني يحتاج إلى جهود الكل دون استثناء، مبيِّنًا أن الاستمرار بسياسة الوصاية على المشهد السياسي لن يجلب إلا مزيدًا من الانقسام والفرقة.
وتابع: "في وقت يتطلع فيه شعبنا لصفحة جديدة من الشراكة الحقيقية تخرج تصريحات ناصر القدوة الذي يعلن عداوته مع قطاع كبير ومهم من الشعب الفلسطيني".
وأكد عطالله أن عداوة شعبنا وتناقضه فقط مع الاحتلال الذي يغتصب الأرض والحقوق والمقدسات، ومحاولة تصدير عداوة داخلية لا تصب أبدًا في مصلحة شعبنا بل على العكس من ذلك تمامًا.
ودعت المجاهدين "القدوة" وغيره أن يعودوا عن هكذا مواقف تعكس مدى التوظيف السياسي للمشهد الانتخابي، وتعبِّر عن حالة من البعد وعدم الفهم السياسي لأبجديات المشروع الوطني الفلسطيني.
أما لجان المقاومة فعدّت تصريحات المرشَّح لانتخابات المجلس التشريعي خروجًا عن حالة التوافق الوطني ودعوةً لاستمرار الانقسام.
وأشارت لجان المقاومة في بيان اليوم، إلى أن تلك التصريحات تهدف إلى توتير الساحة الفلسطينية.
ودعت جميع المرشحين للانتخابات وقادة الفصائل إلى نبذ مثل هذه المواقف والتصريحات البغيضة ولفظها وتعرية أصحابها والتمسك بحالة التوافق الوطني.
توظيف لإرضاء الغرب
وكتب الناشط السياسي نزار بنات حول تصريحات القدوة: "أنت عندك مشكلة مع المقاومة، وليس عندك مشكلة مع الإسلام السياسي أو غير السياسي".
وقال بنات، في تغريدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "محمود الهباش يمثِّل إسلامك السياسي بامتياز، لسنوات طويلة وهو صاحب الكلمة العليا، وأنتم صامتون!".
وعلَّق الناشط فادي السلامين: "قلت لكم القدوة هو نفس محمود عباس بس بصلوع.. نفس الفكر والنهج لكن الطوشة على مين في كرسي القيادة وليس على أفكار أو مبادئ أو سياسة".
ورأى الناشط عبد المجيد حامد أن تصريحات "القدوة" رسالة موجهة للممولين الغرب لتعزيز الدفع المالي.
وقال حامد: "ناصر وصَّل رسالة إلى الغرب مفادها ما تنسونا نحن سنعمل تحت مظلتكم". في حين عدَّ الناشط أمين حسن تلك التصريحات "سقوطًا وانكشافًا لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية بدلًا من توحيد الصف في مشروع التحرير واستعادة الأرض من الاحتلال".
وعدَّ المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو تصريحات "القدوة" غير موزونة وجاءت في سياق وتوقيت خاطِئَيْن ولا تخدم حالة التوافق الوطني.
وأوضح سويرجو، في تعليقه على تصريحات "القدوة" أنه يتوجب على الأخير مراجعة تصريحاته الموجهة للإعلام الغربي، "فهذا يزيد من تشويه الوجه الفلسطيني أمام العالم". وقال: "نحن حركة تحرر وطني تحكمنا في علاقاتنا الداخلية الخلاف الديمقراطي والاتفاق على مصلحة الوطن والمواطن".
وكتب د. رامي عبده: "أحجمت عن التعليق على الانتخابات سوى مرة واحدة حول جدوى اللجوء لها لفرز التمثيل الشعبي تحت حراب الاحتلال".
وقال عبده، في تغريدة عبر "فيسبوك": "لكن وسط هذا الكم من الكوميديا السوداء لا يمكن أن تتجاوز التعليق على حقيقة تهميش عدد من القوائم غزة، والتعاطي معها كمساحة فائضة لا تستحق التمثيل في الشأن الوطني".
وأكمل عبدو: "سيكون -مثلًا- من السذاجة بل من الغباء لغزاوي ينوي المشاركة في الانتخابات أن يعطي صوته لقائمة عنصرية كتلك التي يرأسها القدوة.. تهميش قائمته غزة وتصرفه بانتهازية رخيصة فقط لا غير".
ورأى الصحفي إبراهيم مسلم أن "القدوة" "لا يمثل القوائم المترشحة، ولا يمثل إلا نفسه وتياره الصغير، وهو يُشير في حديثه لحركة حمــاس التي تُعتبر القطب السياسي الأكبر توازيًا مع حركة فتح".
وقال مسلم: إنه "في الوقت الذي تتجه فيه حماس للغة وطنية وحدوية في حوارها مع قيادة شريحة واسعة من الشعب، يذهب القدوة إلى لغة ذم الإسلام السياسي".
وعدَّ هذه اللغة طريقة كلاسيكية قديمة لتصدير نفسه خارجيًّا، بالتيار الديمقراطي المتفتح"، متسائلًا: "ماذا يقصد ناصر باستعادة غزة؟".
"تلميذ دحلان"
وعقَّب المحلل السياسي سعيد بشارات على تصريحات القدوة، قائلًا: إنه "ظهر على السطح فجأةً، وإنه يعيش في زمن غابر، ولا يعلم أن الدنيا تغيرت، والمصطلحات والسياسات، والعقول، والموازين تغيرت".
وغرد الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة: "ناصر القدوة يقدم فواتير للصهاينة والغرب وهو تلميذ فاشل لمحمد دحلان.. مشكلته ليست مع الاحتلال، بل مع الإسلاميين! (..) مزايدة في السقوط".
وعلَّق الباحث السياسي إبراهيم حمامي بقوله: "لا مفاجأة من حديث القدوة، فمحاولة المفاضلة بين فتحاوي وآخر فاشلة تمامًا.. القدوة عباس دحلان فلان علان كلهم في الهوا سوا...تحركهم مصالحهم وكرههم للغير وشعارهم: إذا مت فلا نزل القطر".