قائمة الموقع

الفرح يدقُّ منزل الأسير المُحرَّر مجد بربر مرتَيْن

2021-04-01T09:01:00+03:00

دق الفرح منزل عائلة المُحرر مجد بربر، من حي رأس العامود في القدس المحتلة، مرتَيْن في أقل من 24 ساعة، بالإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد قضائه مدة محكوميته البالغة 20 عامًا.

وأعادت قوات الاحتلال، أمس، الإفراج عن "بربر"، بعد اعتقاله مساء أول من أمس، عقب تحرره من سجون الاحتلال بعد 20 عامًا من الأسر، بشرط منع المسيرات ورفع الأعلام، وفق ما ذكر مركز معلومات وادي حلوة.

وانطلق مجددًا من أمام مركز شرطة "المسكوبية" موكب استقبال الأسير بربر، إلى مسقط رأسه، على الرغم من العقبات التي وضعتها قوات الاحتلال في طريقه لمنع أي مظاهر للاحتفال بتحرره.

وقضى بربر (45 عامًا) ليلته الثانية بعيدًا عن عائلته بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله مساء الثلاثاء، واقتادته للتحقيق في مركز شرطة "المسكوبية" في محاولة منها للتنغيص عليه وقتل الفرحة في قلب عائلته وذويه.

وفشلت شرطة الاحتلال في توجيه التهم للمحرر "مجد" وفق ما ذكر لصحيفة "فلسطين" كرفع رايات فصائل المقاومة، والتفكير في تنفيذ "عمل عدواني"، ومخالفته قرار حظر التجمع، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية ضد "كورونا".

وقال بربر إن إعادة اعتقاله هدفت لقتل ومنع روح الفرح في نفوس الأسرى وذويهم، وإرسال رسالة للشعب الفلسطيني وأهالي مدينة القدس تحديدًا بالخنوع للاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن المشاهد التي خرجت يوم الإفراج عنه والتفاف المقدسيين حوله والمشاركة في حفل الاستقبال لم ترق للاحتلال الذي تعمد قتل الفرحة في نفوس عائلتي.

فرحة منقوصة

ووسط حضور المهنئين بدا الفرح على وجه المحرر بربر، وقال: أشعر أنني في حلم لم أستيقظ منه بعد، فقد أمضيت عشرين عامًا خلف أسوار السجون وتنقلت في معظمها إلى أن تحررت.

وأضاف: اعتقلت عام 2001 وكان لدي طفلان، منتصر عام ونصف العام، وزينة 15 يومًا، بسبب دفاعي عن أرضي ومقدساتي لأعود لهم اليوم وقد أصبحوا شبابَا.

وتابع: فرحتي اليوم كبيرة بلقاء والدي وزوجتي وأبنائي وعموم الأهل والأصدقاء، ولكن فرحتي لم تكتمل إلا بتحرير جميع الأسرى من غياهب السجون، فعلينا تربية أبنائنا على الانتماء للأرض والشعب والهوية وألا نفقد البوصلة والأمل.

ولم ينسَ "مجد" الأسرى الذين تركهم خلفه في السجون باعثًا لهم التحية على صمودهم خلف القضبان، مؤكدًا أن ساعة الإفراج عنهم آتية لا محالة، وأن شعبنا وقيادته لن ينسوهم أبدًا.

ودعا الفصائل والقيادات للعمل من أجل إطلاق سراح الأسرى، خاصة القدامى والمعاد اعتقالهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار".

يوم الأرض

ولفت إلى أن اعتقاله وتحرره تزامن مع يوم الأرض لتأكيد حرص ودفاع الفلسطينيين عن أرضهم وعدم التفريط بذرة واحدة من ترابها، ووحدة الأرض والشعب والقضية ومواجهة كل المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد الأرض وطمس معالمها، وللتأكيد أن القدس بأقصاها ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين رغم أنف الاحتلال.

ومضى بربر قائلاً: مهما فعل الاحتلال وهدم منازلنا وقتل واعتقل أبناءنا سنواصل الدفاع عن أرضنا ولن نتخلى عنها، مؤكدًا أن الأسرى خلف القضبان يتابعون باستمرار أوضاع القدس والأراضي الفلسطينية ولن يتخلوا عنها، وينتظرون يوم تحررهم من خلف القضبان.

الفرح كان ظاهرا على نبرات صوت فاطمة بربر، التي توشحت بالثوب الفلسطيني خلال استقبال زوجها "مجد"، وتقول لصحيفة "فلسطين" إن الشعب الفلسطيني لا يفقد الأمل وإن باب السجن مهما طال لن يغلق على أحد، مؤكدةً أن الفرحة لا تكتمل إلا بتحرر جميع أسرانا من سجون الاحتلال.

وأشارت فاطمة إلى أنها وأولادها زينة ومنتصر عانوا كثيرًا خلال سنوات اعتقال والدهما، ويرفضون مغادرة المنزل وترك والدهما، فهما يجالسانه طوال الوقت ويستمعان لحديثه وصموده داخل السجن طوال الأعوام الـ20 الماضية.

قتل الفرحة

من جهته، أكد رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب، أن الاحتلال يتفنن في خلق المعاناة لشعبنا ويحاول كسر الفرحة في نفوس الأسرى وذويهم حتى يضعف الإنسان المقدسي ويقتل لديه روح الدفاع عن أرضه ووطنه.

وقال أبو عصب لصحيفة "فلسطين" إن إعادة اعتقال الأسير بربر، وإطلاق سراحه جاءا بسبب مشاهد الاحتفالات ورفعه على الأكتاف وظهوره منتصرًا على الاحتلال بعد طول سنوات اعتقاله.

وأشار إلى أن الفرحة التي تناقلتها وسائل الإعلام بتحرر الأسير "مجد" أعادت الحياة لأهالي مدينة القدس، وأكدت أن للحياة أملا وأن سنوات السجن فانية لا محالة وأن السجن لا يغلق أبوابه على أحد، وأن شعبنا لن يتخلى عن نضاله ودفاعه عن أرضه ومقدساته.

ولفت إلى أن الاحتلال يحاول جاهدا إطلاق سراح الأسير مطأطِئ الرأس ليرسل من خلاله رسالة للأجيال الناشئة بالاستسلام والانهزام والرضوخ له، مضيفًا: "فمشاهدة الاحتفالات بتحرر الأسير بربر أغاظت الاحتلال، ودفعته لإعادة اعتقاله ومحاولة تلفيق التهم له".

اخبار ذات صلة