نشرت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تقريراً مفصلاً عن آلية العمل المشترك بين فصائل المقاومة الفلسطينية.
وفيما يلي التقرير كاملاً:
"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ" شعارٌ خطته المقاومة الفلسطينية لمجابهة العدو الصهيوني ولجم عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني في كل مكان، وتوّج بتشكيل غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية.
غرفة بعد تشكليها توحّدت جهود الفصائل الفلسطينية في معركتها مع العدو، ونسقت الردود وطبيعتها بين الجميع وكان التهديد بمسمى واحد لكن على لسان كافة فصائل المقاومة.
انطلاق العمل المشترك
خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987م، كان العمل المشترك نادر الحدوث بسبب طبيعة العمل المقاوم على الأراضي الفلسطينية وصعوبة التنسيق على الأرض، إضافة إلى قلة عدد المقاتلين وقمع الاحتلال لأي عمل مقاوم.
لكن مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م، ومع تصاعد العمل المقاوم بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عمليات مشتركة ضد الأهداف الصهيونية الأمر الذي آلم العدو ومنعه من الاستفراد بأيٍ من المقاومين.
فقد نفذت كتائب القسام بالاشتراك مع كافة الفصائل الفلسطينية عشرات العمليات من عمليات استشهادية وإطلاق نار وكمائن متقدمة ورشقات صاروخية وقصف بالهاون إضافةً إلى التصدي للتوغلات الصهيونية في قطاع غزة والضفة المحتلة.
كما تجسد العمل المشترك بين الفصائل الفلسطينية خلال الاجتياح الكبير للضفة الغربية عام 2002م، عندما استبسل المقاومون في المدن كافة لصد الاجتياح وظهر الأنموذج الأهم في جنين القسام الذي بيّن تلاحم المقاومة في الميدان.
وقد أسهم العمل العسكري المشترك للفصائل في قطاع غزة بشكل كبير في دحر العدو عن قطاع غزة عام 2005 وكان من آخر العمليات التي نفذت اقتحام موقع ملكة وعملية براكين الغضب المشتركة مع صقور فتح.
مرحلة جديدة
ومنذ عام 2006م دخل العمل المقاوم مرحلة جديدة، حين وفرت حماس البيئة الحاضنة للأذرع العسكرية لفصائل، وبات ظهر المقاومة محمياً من العملاء، ويتوفر للمقاومين الغطاء الكامل للعمل.
دشن المقاومون من جميع الفصائل المواقع العسكرية وورش التصنيع، وأسهمت كتائب القسام بشكلٍ كبير في نقل الخبرات الميدانية والفنية والأكاديمية لجميع الفصائل، ليبدأ فصل زاهر من فصول التكامل في العمل الجهادي.
كانت باكورة العمل المشترك هي الوهم المتبدد التي نفذتها كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام والتي أسر خلالها جلعاد شاليط وحرر مقابله 1050 أسيراً، تبعها عشرات العمليات أبرزها صيد الأغبياء شرق المغازي وعملية بيت كاحل التي استشهد خلالها باسل النتشة وسلسلة العمليات المشتركة مع كتائب أبو علي مصطفى في نابلس عام 2007م.
وظهرت الوحدة الميدانية والعملياتية بشكل أكبر خلال الاستبسال في ردع العدو خلال حروبه الثلاث على القطاع (معركة الفرقان 2008م - معركة حجارة السجيل 2012م - معركة العصف المأكول 2014م).
الغرفة المشتركة
بعد ذلك توجت فصائل المقاومة الفلسطينية عملها المشترك بتشكيل الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، وصدر البيان الأول بتاريخ 20-06-2018م، وتبنى البيان استهداف 7 مواقع عسكرية صهيونية في غلاف غزة بعددٍ من الرشقات الصاروخية، وذلك رداً على العدوان الصهيوني في استهداف مواقع المقاومة في قطاع غزة وترويع الآمنين.
بعد ذلك نسقت الغرفة المشتركة ردود الفصائل الفلسطينية على خروقات الاحتلال، وقادت الغرفة الفصائل الفلسطينية في عدد من الجولات مع العدو الصهيوني ونسقت نيران الفصائل من رشقات صاروخية ونيران قنص واستهداف آليات الاحتلال داخل الخط الزائل.
ومع نهاية عام 2020م أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية تنفيذ مناورة الركن الشديد وذلك للمرة الأولى، مؤكدةً بأن المناورة تأتي في إطار تعزيز التعاون والعمل المشترك بين فصائل المقاومة، وتجسيداً لجهودها في رفع جهوزيتها القتالية بشكل دائم ومستمر، ونتاجاً لحجم الاستعدادات القتالية التي تقوم بها.
"الغرفة المشتركة" هي مرحلةٌ فارقة في تطور المقاومة ووحدتها، وإدارتها الراشدة في وجه الاحتلال، كما أنها تحذير مباشر للعدو بأن أي مغامرة ضد شعبنا ستكون محفوفة بالمخاطر وستكلفه ثمناً غير مسبوق، سيعجل بنهاية كيانه المزعوم وتحرير فلسطين والأسرى والمسرى.