يشهد المنحنى الوبائي في الضفة الغربية تصاعدًا مستمرًا، ما ينذر بامتلاء أسرَّة العناية المكثفة في ظل ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا ما ينذر بانهيار المنظومة الصحية.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة كمال الشخرة، قال في تصريحات صحفية أمس: إن الوضع الوبائي في فلسطين لا يزال خطرًا، مبينًا أن 206 مصابين بالفيروس يعالجون داخل أقسام العناية المكثفة في الضفة الغربية، و58 مريضًا على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وأعرب مدير مستشفى يطا د. زياد أبو زهرة، عن خشيته من ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في مدينة الخليل، ولعدم توفر عدد كافٍ من الأسرة العلاجية.
وقال أبو زهرة لصحيفة "فلسطين": ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس في الخليل والمدن المجاورة يشعرنا بالقلق والخشية من اكتظاظ المستشفى بالمرضى وعدم توفر الأسرة المخصصة لمتابعتهم صحيًّا، نحاول باستمرار التواصل مع المستشفيات الأخرى لنقل المصابين.
ويحتوي قسم علاج كورونا في مستشفى يطا على 19 سريرًا، إضافة إلى سبعة أسرة مخصصة للعناية المركزة، وفق أبو زهرة، مبينًا أن هناك ثماني حالات ترقد على أسرة العناية المكثفة من أصل تسعة أسرة، إلى جانب مكوث و15 حالة في قسم العناية المتوسطة.
وتحدث عن ارتفاع أعداد المراجعين في المستشفى يوميًّا، ومنهم من يحتاج للإدخال إلى القسم وينتظرون فراغ الأسرة أو أن يتم تحويلهم إلى مستشفى آخر.
ويتفق مدير مستشفى طوباس التركي الحكومي د. محمد سمارة، مع سابقة، أن ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس سيحد من عملهم.
وأكد سمارة، لصحيفة "فلسطين" أن الطواقم الطبية العاملة في مستشفى طوباس، تعمل على مدار الساعة من أجل توفير الرعاية الصحية المناسبة للمصابين بالعدوى، مبينًا أن إشغال الأسرة المخصص لعلاج مصابي كورونا والبالغ عددها 16 سرير عناية متوسطة، و9 أسرة عناية مركزة.
وحث المواطنين على التزام كل الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات الطبية، وتجنب الأماكن المزدحمة، والمغلقة وسيئة التهوية للحماية من الإصابة بالفيروس.
استنزاف الكادر الطبي
ويشتكى مدير مستشفى دورا الحكومي د. محمد ربعي، من كثرة المرضى والمراجعين إلى المستشفى في ظل إشغال الأسرة بنسبة من 95 إلى 100% في العناية المكثفة ومختلف الأقسام.
وذكر ربعي لصحيفة "فلسطين"، أنه تسجيل من 75 إلى 77 مريضًا يوميًّا، منهم من هم بحاجة إلى رعاية طبية مشددة وآخرين بشكل متوسط، مؤكدًا تعرض المستشفى لضغط كبير من قبل المراجعين والمرضى والمقيمين فيه.
وأضاف: يتم إخراج بعض المرضى من مختلف الأقسام واستبدال مرضى بهم يعانون أوضاعًا صحية خطرة، مشيرًا إلى أن 28 مريضًا يقبعون على أسرة العناية المكثفة، منهم 5 يحتاجون لرعاية متوسطة، في حين يرقد 11 مريضًا على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وأكد أن المستشفى يعمل بأقصى طاقته وبالحد الأدنى من الكوادر الطبية والإمكانات منذ نحو 7 أشهر، ما أدى لاستنزاف جميع الموارد والكوادر لطبية.
سوء الإدارة
ويقول مسؤول الإغاثة الطبية في نابلس غسان حمدان: نسبة إشغال أسرة المستشفيات وصلت في بعض المناطق بالضفة إلى 100%، معربًا عن خشية من استمرار ارتفاع أعداد المصابين، وعدم توفر أسرة الرعاية الصحية.
وأكد أن بعض المحافظات لم تتمكن حتى اللحظة من توقيف منحنى الإصابات بكورونا، داعيًا لاتباع مزيد من الإجراءات الوقاية.
وأضاف حمدان لصحيفة "فلسطين": نعاني مشكلةً في إدارة أزمة كورونا، والتعامل مع الفيروس جاء بردات الفعل.
ونبه إلى أن مستشفيات الضفة الغربية غير مهيأة لاستقبال حالات وبائية بصورة كبيرة جدًّا، فغرف العزل والأقسام لديها قدرة محدودة على استقبال الحالات، "لذا يجب علينا أن نهيئ أنفسنا للتعامل مع الأوبئة المنتشرة والعمل على تحسين البنية الصحية بالمستشفيات".
وعدّ ضعف الإجراءات الحكومية في مواجهة الفيروس سببًا لانتشار الوباء في الضفة، "إذ كان من المفترض وضع سياسات واضحة لمواجهة الوباء كتعزيز القطاع والبنية الصحية التحتية، وتحسين نوعية الخدمات والرعاية الصحية المقدمة للمرضى، سواء في القطاع العام أو الخاص في ظل الخطر الذي يداهم الجميع".
وعن آليات عمل لجان الطوارئ قال حمدان: لجان الطوارئ غير قادرة على اتخاذ القرارات المناسبة والمختلفة، ولم تتمتع بالصلاحيات الكافية لإدارة المشكلة والحد من انتشار الوباء، ما أدى لزيادة أعداد المصابين، "ففي بعض الحالات كانت القرارات تسقط من الجهات المركزية على لجان الطوارئ وهذا أحد أسباب ضعف عملها".