تسير التجهيزات في مستشفيات وزارة الصحة على قدمٍ وساق، ويترافق ذلك مع جهود كبيرة تبذلها الفرق الطبية لزيادة عدد غرف العزل والأسرَّة المجهزة بأجهزة التنفس الاصطناعي، وفق ما أفاد به مسؤولان طبيان في حديثَيْن منفصليْن لـ"فلسطين".
وأكد مدير مستشفيات العزل في وزارة الصحة بغزة د. عاطف الحوت أن الوزارة لم تتوقف للحظة واحدة عن استكمال التجهيزات في مستشفيات غزة بهدف رفع القدرة الاستيعابية لأعداد المصابين بفيروس كورونا.
وبيَّن الحوت أن الوزارة استطاعت تعزيز منظومتها الصحية بخطوط أكسجين في مستشفى غزة الأوروبي، جنوبي قطاع غزة، والإندونيسي شمالًا، "ونحن على موعد قريب جدًا لوصول 3 محطات جديدة لتوليد الأكسجين، وسيتم تعزيز مجمع ناصر الطبي ومستشفى الشفاء بها".
وبيَّن أن الأسرَّة الطبية مجهزة منذ الموجة الأولى لجائحة كورونا بغزة، ولا تزال الصحة تعمل على رفع العدد، إذ استطعنا تجهيز عدة أقسام في مستشفيات ناصر، شهداء الأقصى، الشفاء، الإندونيسي وبيت حانون تزامنًا وارتفاع أعداد المصابين الفيروس، مؤخرًا، في محافظات غزة.
ونبَّه إلى أن الوزارة تتابع بقلق بالغ تطورات الجائحة في الإقليم المحيط بغزة.
وأوضح أنه ومنذ بداية الجائحة بغزة وفَّرت الصحة حوالي 100 سرير عناية مركزية، موزعة على المستشفيات، وقد خُصص الجزء الأكبر منها في مستشفى غزة الأوروبي (الوبائيات)، إضافة إلى تجهيز 200 سرير للحالات التي تحتاج إلى أكسجين.
وشدد على أن جهوزية وزارة الصحة تتطلب إجراءات صارمة من الجهات الحكومية لإلزام المواطنين بإجراءات الوقاية والسلامة للحد من تفشي الفيروس.
استعداد طبي
من جهته، قال رئيس لجنة الطوارئ الفرعية في محافظة غزة د. محمد أبو سلمية: إن قطاع غزة يشهد ارتفاعًا ملحوظًا بأعداد المصابين بالفيروس، وهذا أدى إلى ارتفاع في عدد الحالات التي تحتاج لرعاية طبية.
وتابع مدير مجمع الشفاء الطبي: "الصحة لم تنقطع عن وضع الخطط والبروتوكولات لمواجهة الجائحة، كنا متوقعين موجة ثانية ولذلك فإن طواقمنا الطبية على استعداد كامل في مستشفيات غزة والمراكز الصحية".
وأضاف أبو سلمية: المستشفيات والكوادر الطبية المدربة جاهزة للتعامل مع الحالات المصابة بـ"كورونا"، مشيرًا إلى أن المنظومة الصحية قادرة على استيعاب الحالات والتعامل معها دون مشاكل، لكنه لا يخفي قلقه من إمكانية تزايد أعداد الإصابات في الأسابيع المقبلة.
وقال: إن 75 مصابًا بـ"كورونا" حالاتهم بين الخطرة والحرجة، هم بحاجة إلى كميات كبيرة من الأكسجين، إضافة إلى 140 مصابًا بحاجة إلى رعاية صحية مستمرة.
وذكر أن لدى الصحة إجراءات وقاية وسلامة متبعة بدقة داخل المستشفيات والمراكز الصحية، تشمل التأكيد على ضرورة وجود مرافق واحد مع المريض، ووقف الزيارات إلا إذا كانت للضرورة القصوى، أو الاضطرار لأغلاق أبواب المستشفيات لمنع الاكتظاظ.
وبيَّن أبو سلمية أن وزارة الصحة رفعت توصياتها لخلية الأزمة المعنية بمواجهة "كورونا" بغزة، وقد تتجه الجهات الحكومية لاتخاذ إجراءات الإغلاق مجددًا بهدف كسر حدة انتشار الفيروس على إثر مخاوف من إمكانية ارتفاع عدد المصابين والحالات الحرجة والخطرة.