تهدد المقدسيين "نكبة ثالثة" في حي الشيخ جراح، الذي أُنشىء عام 1956 بناءً على اتفاقية وقّعت بين الحكومة الأردنية، ممثلة بوزارة الإنشاء والتعمير الأردنية آنذاك، ووكالة "الأونروا".
ويواجه أهالي حيّ الشيخ جرّاح، الواقع شمال البلدة القديمة بالقدس المحتلة، منذ العام 1972 مخططاً إسرائيليّاً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم.
وفي هذه الأيام تكثفت الإجراءات الإسرائيلية لتنفيذ المخطط وفرضه واقعاً على الأهالي، خاصةً بعد صدور قرارات متتالية من محاكم الاحتلال لصالح الجمعيات الاستيطانيّة التي تقود هذا المخطط.
مخطط قديم
المقدسي نبيل الكُرد، أحد سكان حي الشيخ جرّاح، مهدد بالتهجير القسري مع عائلته في مطلع أيار/مايو.
وخلال حديثه قال الكرد: "عقب نكسة 67 التي استولت فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على غربيّ منطقة القدس، تفاجأ السكان بسرقة الاحتلال لأول بيت في حي الشيخ جرّاح في فترة غياب ساكنيه عنه".
وأشار الكرد إلى أن المخطط استمر في العام 1972، حين ادّعت جمعيات استيطانية ملكيتها لأراضي حي الشيخ جراح، وبدأت برفع القضايا على سكان الحي، الذين توجهوا حينها للدائرة القانونية في "الأونروا"، واستطاعوا تجميد القضية لسنوات قليلة.
اعتداءات المستوطنين
وحول ما يتعرض له الكرد من اعتداءات المستوطنين، أكد أن "كل الأوساخ في الدنيا لا تساوي 10% من الأشياء التي يفعلها الاحتلال كي يخرج المقدسيين من بيوتهم".
وأضاف: "يشتمون أمي وأولادي بألفاظ بذيئة، ويتعرون في بيوتهم على مرأى الجميع بلا ذرة حياء، ويضعون الكلاب الوحشية لتعتدي على الأطفال والضيوف لإجبارنا على الخروج من المنزل وتركه لهم".
وتابع الكرد: "منذ عام 2010 جاء عندي المستوطنين وسرقوا نصف منزلي بقرار من محكمة الاحتلال ويعيشون فيه، وكل نظراتهم لي أنني الذي استولي على بيت أجدادهم"، معبرا عن شعوره بالقهر لأنه سُرق مجهوده وحصاد سنوات من العمل أمام عينيه.
شبح التهجير
ولفت الكرد أنه مهجر مرتين عامي 1948 و1967، متمنيا ألا يتهجر للمرة الثالثة بفعل إصرار الاحتلال على تهجير الفلسطينيين في الشيخ جراح.
وبيّن الكرد أن سكان حي الشيخ جراح من المستوطنين يعتبرون أن الفلسطينيين هم من احتلوا بيوتهم عام 48، مشددا على إسلامية القدس وعروبتها بكونها منطقة فلسطينية منذ قديم الزمان.
وأوضح أن التخطيط منذ عام 48 يهدف للسيطرة على مدينة القدس لتكون عاصمة لليهود بأكملها، بحيث لا يكون فيها عربي إلا اذا كان خادما حسب ما يطمح له الاحتلال.
وحذر الكرد من حالة الصمت المطبق إزاء ما يتعرض له المقدسيون، قائلا:" اذا فرضت المحكمة على المقدسيين قرار الإخلاء فلا نملك مكان للعيش فيه إلا الأرصفة في الشوارع، إلى أين سنذهب بعدها لا نعلم؟".
وطالب العالم الإسلامي بوقف جرائم الاحتلال بحق المقدسيين وتوفير كامل الدعم لهم لتعزيز صمودهم.
يذكر أنه في مطلع العام الجاري أصدرت محكمة الاحتلال المركزيّة قراراً يمهل عائلات الجاعوني والقاسم واسكافي والكرد حتى الثاني من أيار/مايو القادم لإخلاء منازلهم.
كما وأمهلت عائلات الداوودي والدجّاني وحمّاد حتى آب/أغسطس القادم، إلى جانب قرار بإخلاء عائلة الصباغ؛ الأمر الذي قد يترك ما يقارب 550 فلسطينياً بلا مأوى، بسبب ادعاءات إسرائيلية زائفة بوجود قبر "الصدّيق شمعون" و"ملكية" يهودية للمكان.
وكان أهالي حي الشيخ جرّاح، نظموا مظاهرة احتجاجية على قرارات التهجير التعسفية، وسرعان ما قوبلت الوقفة بوحشية قوات الاحتلال، وقُمعت بالاعتداء على المتظاهرين وإلقاء القنابل لتفريقهم.