فلسطين أون لاين

"ساعة زمن" حلم تحوله "هنادي" إلى رواية خيال علمي بغزة

...
رفح/ مريم الشوبكي:

 

"ساعة زمن" رواية خيال علمي، أحداثها كانت حلمًا راود كاتبته هنادي عبد في أحد الأيام، إذ عاشت جميع تفاصيله وكأنه واقع، فأرادت أن تحوله إلى رواية تتحدث عن فتاة تفقد أمها في الثالثة من عمرها بسب المرض الخبيث.

تتوالى أحداث الرواية حتى تكبر الفتاة وتصبح في سنوات النضج إذ تصير أحوج ما تكون إلى وجود أمها بجانبها، فمهما حاول الأب أن يعوضها عن فقد والدتها فلن يستطيع أن يحتل مكانتها في قلبها، واستطاعت البطلة التي تدعى "روزي" العودة 10 سنوات إلى الوراء.

هنادي من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كاتبة رواية في الثلاثين من العمر، حاصلة على شهادة الإعلام والعلاقات عامة، وتدرس حاليًّا هندسة حاسوب، تكتب منذ نعومة أظفارها.

اكتشفت الكاتبة هنادي موهبتها دون تخطيط منها، إذ تقول لصحيفة "فلسطين": "أتذكر أول رواية قرأتها كانت بعنوان "قصة بلا نهاية" للكاتب الألماني "ميشيل إنده"، كانت سني آنذاك 12 عامًا، عندما وصلت إلى نهايتها تملكني الغضب عندما وجدت أنها نهاية مفتوحة، فأردت أن أكتب نهاية للرواية أرضي بها نفسي، ومن هنا بدأت رحلة الكتابة".

وعن اتجاهها نحو مجال الخيال العلمي في الرواية، تبين أن السبب شغفها الشديد بمجال العلوم والفيزياء وعلوم الفضاء، وما تتمتع به من خيال واسع وقدرة على الكتابة، فكانت هذه الركائز الأساسية التي أهلتها لتصبح كاتبة خيال علمي.

وعما يميز روايتها من غيرها من روايات الخيال العلمي، توضح أن الرواية تطرح فكرة جديدة، وهي إنشاء اتصال مباشر بين زمنين مختلفين عبر إطلاق موجات الراديو في ثقب طوله 10 أمتار، بحيث يصل نقطة A بنقطة B (بداية ونهاية الثقب).

وتبين هنادي أن هناك اختلافًا بين مجال أدب الخيال العلمي وباقي مجالات الأدب عامة من حيث الفكرة والأسلوب والسرد، موضحة أن أدب الخيال العلمي يستند إلى نظريات علمية وفيزيائية أو تقنية، الكثير منها أثبتت نظريًّا مثل السفر عبر الزمن، حسب نظرية آينشتاين للنسبية.

وتشير إلى أن فكرتها تندرج تحت إطار "What if": ماذا لو كانت هناك حياة على كواكب أخرى؟ ماذا لو تطورت الحياة على كوكب الأرض إلى شكل آخر؟

أما عن الأسلوب والسرد فتذكر أنه في الغالب لا تعتمد روايات الخيال العلمي على الزخارف اللغوية التي توجد ببعض أنواع الأدب، بل تعتمد أولًا وأخيرًا على الفكرة وكيفية توصيلها سهلة ومبسطة إلى عقل القارئ بحيث لا يشعر بالتعقيد.

وتذكر هنادي أن هناك من يخلط بين الفانتازيا وأدب الخيال العلمي, موضحة أن الاختلاف واضح جدًّا لأن الفانتازيا تعتمد على مدى سعة خيال الكاتب بحيث تكون معظم الأحداث غير منطقية أبدًا، مثل روايات هاري بوتر وروايات الأساطير، أما الخيال العلمي فهي تعتمد على نظريات قد تحدث في المستقبل مع التطور العلمي والتقني.

وعن واقع روايات الخيال العلمي تتحدث: "في الوطن العربي شحيحة، وتكاد تكون معدومة في فلسطين، فنجد الأغلب يكتبون مواضيع أقرب للواقع من الخيال".

"وقد يكون الخيال العلمي صعبًا في بعض الأحيان، لأنه يحتاج إلى بعض الثقافة العلمية من الكاتب، ويتعين عليه قراءة بعض الكتب العلمية وإجراء بحوث قبل كتابة الرواية ليتحقق من مدى منطقية الأحداث نظريًّا" تواصل كلامها.

شغف

وتهدف هنادي من روايتها إلى إتاحة المجال لوجود هذا النوع في فلسطين إذ يعد في العصر الحالي من أنواع نهضة الأمم، وتشجيع الكتاب من الأجيال الحالية والقادمة على إتاحة المجال لمخيلتهم أن تسرح في فضاء الكون لاكتشاف أسراره، قائلة: "خيال اليوم واقع الغد".

وتلفت إلى أن روايات الخيال العلمي كثيرًا ما كانت سببًا في العديد من الاكتشافات العلمية الحديثة، وكثير من علماء ناسا كانوا محبين لروايات الخيال العلمي في صغرهم، وهذا ما دفعهم لدخول مجال العلوم، ونمى حبهم لهذا المجال وشغفهم به.

ورواية "ساعة زمن" نشرتها هنادي في موقعها الإلكتروني، ولم تطبع بعد في دور نشر.

وتذكر أن طباعة ونشر الكتاب من طريق دار نشر ينطويان على تحديات، منها احتكار العمل الأدبي احتكارًا تامًّا، بحيث يمنع نشر أي شيء يتعلق بالرواية والتسويق لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما يمنع الكاتب من بيعها على أي منصة لبيع الكتب الإلكترونية.

وتطمح هنادي إلى أن تصبح أفضل كاتبة خيال علمي في الوطن العربي، وأن تحول جميع رواياتها إلى أفلام سينمائية.