حذرت صحيفة "هآرتس" العبرية، في افتتاحيتها الرئيسية اليوم الأحد، من استمرار التعنت الاسرائيلي بعدم الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين، والذي دخل يومه الـ 35 على التوالي، خشية من تدهور الأوضاع نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وقالت الصحيفة، رغم دخول إضراب الأسرى يومه الـ 35، إلا ان وزير الامن الداخلي بدولة الاحتلال غلعاد اردان، مازال حتى اليوم، يمتنع عن محاولة حل الاضراب من خلال التفاوض مع الأسرى، وبدلا من عمل تلبية طالبهم، حاول كسر إضرابهم عن الطعام وفرض نهايته بالقوة عبر تغذيتهم قسرا.
واعتبرت الصحيفة أنه إذا "لم تسارع الحكومة الى الاستيقاظ والعثور على طريقة لمعالجة اضراب الأسرى فورا، يمكن لمئات الأسرى الموت" وفق تعبير الصحيفة.
وأشارت إلى أن حوالي 850 أسيرا يضربون عن الطعام الآن، وحالتهم الصحية تزداد تدهورا والتغذية القسرية هي طريقة مرفوضة تتعارض مع الأخلاق الطبية، وهناك من يعتبرها وسيلة تعذيب بكل ما يعنيه الأمر.
وأضافت الصحيفة "حتى الأيام الأخيرة انعكس دعم الشارع الفلسطيني للإضراب عبر التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية"، لكن "وعندما يترسخ التخوف الملموس على حياة البشر، تصبح لمحاولات التعبير عن التضامن طابعها العنيف على شاكلة الاحتجاج المدني الشامل".
ودللت على ذلك بوقوع مواجهات، منذ يوم الأربعاء، بين المواطنين الفلسطنيين وجيش الاحتلال، في قطاع غزة والضفة الغربية وهذه المواجهات استثنائية من حيث عدد نقاطها وعدد المشاركين فيها والجرحى.
وطالبت باستخلاص الدروس من تجربة الماضي، وعدم انتظار الموت الزائد للمضربين والمتظاهرين او التصعيد الشامل في الشارع الفلسطيني، لكي تتم الموافقة على مفاوضة الأسرى.
وترى الصحيفة أن بعض رجال الاستخبارات في (اسرائيل) يعتقدون أنه يمكن انهاء الأزمة بواسطة تسوية تشمل التنازل الرمزي ومن المفضل أن يصغي اردان لهم ويبدأ فورا بمفاوضة قيادة المضربين.