أثارت تصريحات رئيس وزراء حكومة رام الله محمد اشتية، حول قيام طواقم وزارة الصحة بتطعيم العمال الفلسطينيين ضد فيروس كورونا على الحواجز والمعابر الإسرائيلية، سخرية واسعة بين العمال والفلسطينيين عامة.
وفند عمال تصريحات "اشتية" متهمين إياه بـ"الكذب"، مشيرين إلى إشراف "الطواقم الإسرائيلية" على عملية التطعيم.
واستدلوا أيضًا على ذلك بمنحهم من قبل "الصحة الإسرائيلية" بطاقة تحمل تاريخ التطعيم حتى يكون هناك موعد للتطعيم الثاني بعد عشرين يومًا.
وكان اشتية قال في أثناء إطلاق عملية التطعيم في الضفة، أول من أمس: "قامت طواقم وزارة الصحة الفلسطينية، طوال الأسبوعين الماضيين، بتطعيم أكثر من 105 آلاف عامل فلسطيني يعملون في (إسرائيل)"، وسأل في تصريحاته هذه كمال الشخرة، "مش هيك يا كمال؟".
وكتب الناشط عماد الدين أمين عبر صفحته في "فيسبوك": "حكومتنا وقحة وكذابة، درجة التضليل بهذه الصورة فاقت كل معايير الخداع، فنحن نعيش الواقع والعمال هم من يقول الحقيقة وليس الحكومة".
وقالت الصحفية ريم العمري، عبر صفحتها في "فيسبوك": "رئيس الوزراء قال إن طواقم وزارة الصحة قامت بتطعيم 105 آلاف عامل، لكن الحقيقة أن العمال تلقوا تطعيمهم على الحواجز من الجانب الإسرائيلي، ومن طواقم نجمة داود الحمراء! معقول الحكومة بتعرفش، والمتحدث باسم الصحة كمال الشخرة بقله آه".
أما الصحفي علي نصر عبيدات، فنشر صورة "العامل رقم 100 ألف الذي تلقى اللقاح عن طريق "الصحة الإسرائيلية" ثم علق على تصريحات اشتية، "إن كانت زلة لسان فهذه بسيطة، أما إن كان رئيس الحكومة لديه معلومة أن طواقم الصحة الفلسطينية هي من طعمت العمال فهذه مصيبة"، وختم: "مش هيك يا د. كمال".
وبحسب أحد الأطباء لصحيفة "فلسطين" قال: إن وزارة الصحة أرسلتنا إلى الحواجز والمعابر الإسرائيلية من أجل تدريبنا على عملية التطعيم، "فنحن لا نعلم كم كمية التطعيم في الحقنة، فكان دورنا فقط للتعليم ولمدة قصيرة ثلاثة أيام وبعدد محدود".
وأقر الطبيب -الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن "الجانب الإسرائيلي" هو الذي كان يتولى تطعيم العمال وأخذ البيانات ومنحهم بطاقات تطعيم للجرعة الثانية.
وقال العامل عدنان زيد (45 عامًا): "عندما سمعنا تصريحات اشتية ضحكنا وسخرنا، لأن الكذب بهذه الطريقة لا يليق برئيس حكومة ولا بوزارة صحة.. الاحتلال وثق عملية التطعيم بالصوت والصورة على كل المعابر".
وأضاف زيد لصحيفة "فلسطين": "لا مجال للكذب أو تسويق عملية التطعيم بهذه الطريقة.. الجرعة الثانية ستكون بداية نيسان، فماذا سيكون موقف السلطة عندما يظهر كذبها صريحًا؟".
وقال العامل حسن أحمد: "شاهدت سيارة إسعاف خارج المعبر من الجانب الفلسطيني ولم أشاهد أي طبيب أو ممرض داخل المعبر.. وعندما سألت عن سبب وجود سيارة الإسعاف الفلسطينية، أفادوا بأنه من أجل نقل أي عامل يتأثر بعملية التطعيم فقط".
بدوره، رأى الناشط نزار بنات، أن كذبة اشتية عبارة عن محاولة لاستجلاب دعم مالي جديد من قبل المانحين إلى السلطة.
وقال بنات عبر صفحته في "فيسبوك": "الكذبة النووية لمحمد اشتية سببها أنه ألقى كلمته أمام المانحين، انظروا إلى وسائل الإعلام، يبدو أنه حاول إقناع المانحين، وهذا هو تفسيري الوحيد لهذه الكذبة التي لم تدهشني، بل أدهشتني الثقة العالية، والشاهد الصادق الصدوق الدكتور كمال الشخرة".