فلسطين أون لاين

فتيات صُمٌّ يوصلن رسائلهن إلى المجتمع بأفلام كرتونية

...
غزة/ هدى الدلو:

لجأت فتيات ذوات إعاقة سمعية ضمن أجواء تفاعلية إلى تعلُّم صناعة الرسوم المتحركة، يتابعن حركات الإشارة الصادرة عن مدربتهن بشغف وحماس، ليطبقنها بحذافيرها، ليصنعن لوحات كرتونية صامتة، ولكنها تنقل ما يجول في خاطرهن إلى المجتمع.

وتهدف هؤلاء الفتيات لامتلاك مهارة صناعة أفلام الكرتون بشكل فني بسيط، ويسعين لنقل تجاربهن وواقعهن للمجتمع باستخدام تقنية الأطر الثابتة.

الشابة حنين كراز مدربة رسوم متحركة منذ عام ٢٠١٢ لدى مؤسسة أيام المسرح، ومسؤولة قسم الأنشطة في مركز همم الشبابي.

وتشير في حديث مع صحيفة "فلسطين"، إلى أن مشروع الرسوم المتحركة تنفذه عدد من الفتيات من ذوات الإعاقة السمعية مع مركز همم الشبابي، ومُوِّل من أكثر من جهة كالهيئة العامة للشباب والثقافة في غزة ضمن مشروع (مبادرات) لصناعة فيلم كرتوني، والصندوق الثقافي الفلسطيني.

ثماني فتيات حركات الإشارة هي السبيل الوحيد للتواصل فيما بينهن، وثمانٍ أخريات من متطوعات مركز همم لدعم فكرة الدمج.

وتوضح حنين أن هذه الأفلام تحاكي قصص الفتيات وواقعهن، باستخدام تقنية الأطر الثابتة عبر برنامج ""Stop motion.

وتقول: "اختيار الرسوم المتحركة وسيلة لإيصال رسائلهن، خاصة أن فكرة الرسوم سهلة التطبيق والإيصال وكل شيء سمعي بصري (مرئي) ملفت جدًا، والفتيات ذوات إعاقة سمعية لديهن مواهب فنية تحتاج إلى صقل فمن هنا جاءت الفكرة والاحتياج للتعبير بالفن الحر".

تحدثت الفتيات عن الكثير من القضايا التي يردن إيصالها للمجتمع، وتوافقن فيما بينهن على صناعة ثلاثة أفلام كرتون: الأول عن دور الفتيات الصم ذوات الموهبة الفنية (موهبة الرسم) في المجتمع في ظل كورونا، والثاني عن مشكلة عدم دمجهن في العمل ومطالبتهن بحقهن في العمل مثلهن مثل أي فتاة أخرى في المجتمع، خاصة أن الفتيات خريجات تدريب مهني ودبلوم التكنولوجيا بالجامعة الإسلامية، قادرات على العمل ومواكبة كل جديد، والثالث يتحدث عن حريتهن بالتعبير عن رأيهن خاصة وأنهن يتحدثن لغة الإشارة.

وتبيَّن أن الهدف من ذلك إيصال قضايا الفتيات للمجتمع بشكل فني مختلف عن المحتوي التقليدي المعتمد على ورش عمل أو مؤتمرات، وكانت فكرة الدمج مع فتيات متحدثات وفتيات صُمّ كان لها الأثر الأكبر في إضافة نقلة نوعية لمناصرة حقوقهن وشعورهن بالمساواة الفعلية.

وتطمح حنين إلى أن تصل بفكرة المشروع الفردية إلى مشروع ريادي يدر الدخل على الفتيات ذوات الإعاقة السمعية من صناعة أفلام تعليمية أو أفلام إعلان أو إعلام.