قائمة الموقع

الاحتلال يسعى لنقله.. "الخان الأحمر" في عين العاصفة مجددًا

2021-03-23T09:04:00+02:00
صورة أرشيفية

ثلاثة رؤوس من الغنم فقط ما بقي للمزارع داود يوسف (43 عامًا) من قرية الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة، بعدما كان عددها يزيد على الأربعين رأسًا، تناقصت تدريجيًا بفعل واقع أشبه بحصار يفرضه الاحتلال على القرية، ويمنع مزارعيها من الرعي، ويمنع إمداد الكهرباء والمياه لدفعهم للرحيل أو القبول بحلول تسوية يقترحها لتهجيرهم ببطء.

ضمن تلك السياسة، يبلور الاحتلال خططًا جديدة لقرية الخان الأحمر المهددة بالتهجير، من بينها نقل أهاليها إلى مكان مجاور للموقع الحالي، حسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. مخططٌ يرى الأهالي الذين تحدثوا لصحيفة "فلسطين" أنه يهدف لتأليب الرأي العالمي على أهالي القرية، وذر "الرماد في العيون" مؤكدين رفضهم للمقترح "جملة وتفصيلاً".

ويوضح المزارع يوسف أن الموقع المذكور يبعد 500 متر عن الخان، ويقع ضمن أراضٍ تسيطر عليها مستوطنة "معاليه أدوميم" التي رفضت قبل أربعة أعوام الاستغناء عنه لمصلحة الجيش، لبناء جدار الفصل العنصري في المكان نفسه، "فكيف سيعطونه لنا؟".

ويقول يوسف لصحيفة "فلسطين": "هذه فقط محاولة لتأليب الرأي العام علينا وأننا الأهالي لا نريد الحل، ونرفض إمدادات البنية التحتية من كهرباء ومياه، لكن في الحقيقة الاحتلال لن ينفذ المخطط لعلمه مسبقًا برفضنا ورفض المستوطنة".

معاناة يومية

وعن معاناة القرية المهددة بالتهجير يدخل لقلب تفاصيل المعاناة اليومية، حيث أغلق الاحتلال مناحي الحياة وجعل سكان القرية كمن يعيش في سجن، "فلا تستطيع الرعي، وإذا خرجت يراقبك الجيش، ثم يطلق عليك المستوطنين وكلابهم، ويسحب تصاريح العمل منا، فضلًا عن صعوبة إيجاد فرص عمل إلا بالذهاب إلى أريحا وتحمُّل تكلفة المواصلات، ولا نستطيع البناء، والمستوطنون يتحكمون بالمياه ولا نستطيع تعبئة الخزانات لخوف أصحاب الشاحنات من مصادرتها".

وعن واقع الحال في الخان الأحمر يقول المزارع محمد إبراهيم: "نحن لاجئون هجرنا بعد النكبة إلى القرية ويجب أن يُسمح لنا بالبناء، فلا يعقل أن يبني المستوطن الذي قدم إلى المنطقة قبل عشرين سنة فقط، وصاحب الأرض لا يستطيع البناء ويحارب ولا يستطيع إعمار سقف بيته بلوح من الصفيح".

ويعاني إبراهيم (53 عاما) كغيره من سكان القرية من حصار إسرائيلي يومي بحكم إغلاق القرية قسريًّا، وبعدما كان يملك 120 رأسًا من الأغنام تناقصت إلى 30 رأسًا. ويعلل السبب بلهجة عامية: "يا عمي ما في أراضي للرعي، وين بدك تروح بقلك أراضي دولة أو محميات طبيعية، أو أراضي مستوطنين".

وأمام هذا الواقع اضطر إبراهيم لإغلاق الحظيرة وبيع الأغنام، لافتًا إلى صعوبة الرعي نهارًا ومساءً، حيث يهاجم المستوطنون المراعي والمزارعين.

الصحيفة ذكرت كذلك أن المقترح نقل إلى أهالي القرية لبحثه، وفي حال الموافقة عليه سيُنقل المقترح إلى المستوى السياسي الإسرائيلي لإقراره، وهي المزاعم التي نفاها المتحدث باسم التجمع عيد الجهالين.

وشدد الجهالين في حديثه لصحيفة "فلسطين" رفض القرية للمقترح المذكور جملة وتفصيلا، "فالأهالي يوجدون في الخان منذ ما قبل احتلال فلسطين، فلماذا يتركون أراضيهم لمستوطنين جاؤوا من أصقاع الأرض؟!".

3 مقترحات تهجير

ويشير الجهالين إلى عدة اقتراحات تهجيرية حاول الاحتلال تنفيذها، أولها كان عام 2011 بنقل القرية إلى شمال أريحا لتجميع جميع البدو هناك، وآخر لنقل القرية لمنطقة "أبو ديس" بالقدس وهو ما رفضه كل الفلسطينيين الذي هب لمناصرة القرية وتم إفشاله، والمقترح الثالث في قرية النبي موسى وهو ما تم رفضه.

هدفان يقفان وراء تهجير الخان، وفق جهالين، الأول إحكام الإغلاق على القدس المحتلة من جهاتها الأربع، بعدما حاصرها الاحتلال بحزام استيطاني من ثلاث جهات ولم تتبق سوى البوابة الشرقية التي يقع فيها الخان، والقرى البدوية الأخرى التي تقف حائلا أمام إكمال حلقة الحصار.

ويقول: "اقتلاع الخان الأحمر هو حلم الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال، فبفصل جنوب الضفة (الخليل وبيت لحم) عن شمال الضفة يكون الاحتلال قد أطلق الرصاصة الأخيرة على رأس أي عملية تسوية".

ويعيش الخان الأحمر واقعًا مريرًا أشبه بحصار اقتصادي وتخويف للأهالي من خلال الطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة واعتداءات المستوطنين على المزارعين وقطع للمياه والكهرباء عن الأهالي من قبل الاحتلال لدفعهم لترك القرية من تلقاء أنفسهم.

يشير الجهالين إلى بعض إجراءات الاحتلال لمحاصرة القرية، كمنع الأهالي من التزود بالكهرباء التي يقدمها خط فلسطيني يعبر من شمال الخان الأحمر، وكذلك مصادرة ألواح طاقة شمسية قدمتها مؤسسة فلسطينية، وهدم المستوطنين آبارا للمياه وتسميمها.

يذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قبل عامين قرارًا بإخلاء القرية، في حين توعّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أكثر من مرّة بإخلائها، إلا أن القرار أثار غضبًا فلسطينيًا وأوروبيًا واسعًا.

ويشكّل موقع القرية الحالي وصلًا في الأراضي بين القدس وأريحا، وتهجيرها يعني القضاء على احتمال قيام دولة فلسطينيّة غير مقطّعة الأوصال في هذه المنطقة.

اخبار ذات صلة