فلسطين أون لاين

سياسات السلطة العدائية تطال الأعمال الخيرية في غزة

...
غزة/ مريم الشوبكي:

تعرضت مؤسسات خيرية في قطاع غزة، لإغلاق أبوابها ووقف إرسال الحوالات المالية على حساباتها البنكية، و إغلاق هذه الحسابات في البنوك كافة، نتيجة ضغوط تمارسها حكومة الحمد الله على الجهات المانحة.


وأعلنت هذه المؤسسات تقليص مشاريعها الخيرية التي اعتادت تقديمها لآلاف الأسر بشكل عام، والمشاريع الرمضانية خاصة مع قدوم الشهر الكريم، وأكدت أن هذه الأزمة هي الأصعب, التي تتعرض لها منذ عشر سنوات، وعلى إثرها ستضطر إلى تقليص أعداد المستفيدين من هذه المشاريع.


وكانت "منظمة التعاون الإسلامي" من أخر المؤسسات التي قررت إغلاق مكتبها في غزة بعد تعرّضها لضغوط سياسية من قبل السلطة في رام الله، بعد تسع سنوات من العمل في قطاع غزة.


ويؤكد الأمين العام للجمعية الإسلامية في القطاع د. نسيم ياسين، أن الجمعية تعيش أسوأ حالاتها حاليا، حيث إن مصادرها المالية كافة كانت تعتمد فيها على المانحين في الخارج.


وأشار ياسين لـ"فلسطين" إلى إغلاق أرقام حسابات الجمعية في جميع فروع البنوك العاملة في قطاع غزة، بسبب الضغوط التي مورست عليهم من قبل بعض الجهات الخارجية، بالإضافة إلى ضغوط السلطة في رام الله لتوقف دعمها لغزة.


ولفت إلى أن تراجع التحويلات المالية أثر على أنشطة ومشاريع كثيرة تنفذها الجمعية في شهر رمضان، منها مشاريع الطرود الغذائية، بالإضافة إلى المساعدات المالية والعينية التي تقدم لآلاف الأسر المحتاجة والفقيرة والأيتام، في المواسم، والمناسبات.


استمرار الدعم

وذكر الأمين العام للجمعية الإسلامية أن عدد المستفيدين من مشاريعها يتجاوز 20 ألف أسرة، في 11 فرعًا المنتشرة في محافظات القطاع، حيث يتلقون مساعدة كل ثلاثة أشهر.


ونوه ياسين إلى أن بعض الجهات المانحة أوقفت الدعم المالي لعدم وجود قناة لتوصيل المال بسبب إغلاق الحسابات البنكية، وبعضها الآخر أوقفت حوالته المالية نتيجة الضغوطات التي تمارس عليه من جهات معينة ومنها السلطة في رام الله.


وناشد أصحاب المؤسسات الداعمة والجهات المانحة في العالم العربي والإسلامي، ألا يستجيبوا لضغط السلطة "التي تريد الانتقام من شعب غزة"، والبحث عن طرق بديلة لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة التي تنتظر الدعم.


وقال ياسين: "جميع المستفيدين من مشاريع الجمعية هم أصحاب حالات إنسانية، حيث تقدم لهم خدمات اجتماعية، ليس لها علاقة مطلقاً بما يسمونه الإرهاب، لا يعقل أن يمنع إنسان مسلم المساعدات عن غزة، ومن يمنع المساعدات يصطف إلى جانب العدو الصهيوني".


40% تراجع

من جهته، بين مدير جمعية المجمع الإسلامي في غزة نضال شبانة أن هناك تراجعًا في المشاريع المقدمة لمستفيدين من الجمعية بنسبة 40%، والتي تقدم سنويا لـ50 ألف أسرة مستفيدة.


وأوضح شبانة لـ"فلسطين" أن المشاريع الرمضانية التي جرى تنفيذها في رمضان كل عام، ما بين إفطارات صائمين، وطرود غذائية، سيتوقف جزء كبير منها.


وذكر أن المؤسسات المانحة العاملة في القطاع وخارجه، أوقفت تحويلاتها الخارجية، وهي الأزمة الأكبر التي تتعرض لها جمعية المجمع الإسلامي منذ عشر سنوات، وستكون الأشد سيما مع الإقبال على دخول شهر رمضان في ظل الحصار الخانق.


وأشار شبانة إلى أن الجمعية قامت باعتصامات ومسيرات احتجاجية على الضغوطات التي تتعرض لها الجمعيات، كما تم التواصل مع الجهات المانحة للاستمرار في تقديم مساعداتها لقطاع غزة.


وطالب برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وفتح المعابر، وتقديم تسهيلات للحوالات البنكية الخارجية في جميع البنوك العاملة في قطاع غزة.