نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تفاصيل تطور تكتيكها العسكري، خلال مسيرة الجهاد والمقاومةالتي بدأتها منذ أكثر من 30 عاماً.
وقالت الكتائب في تقرير لها، : "بعد أن كانت المجموعات القسامية قليلة العدد وتعمل بشكل منفصل وبعتاد متواضع، أصبحت كتائب القسام الآن أشبه بتشكيلات الجيوش النظامية تضم تخصصات وصنوفاً متعددة يتم قيادتها بشكل مركزي، كما تطورت التكتيكات القسامية بشكل سريع، وفوجئ العدو في كل مرحلة بطرق عمل جديدة أذهلته وكبدته خسائر فادحة".
وأضافت: "خلال الانتفاضة الأولى والثانية تصدى مجاهدو القسام ببسالة لتوغلات الاحتلال، وواصلت كتائب القسام تصديها للعدو في معارك عدة فكان الصمود الأسطوري في معركة الفرقان وحجارة السجيل وإدخال "تل أبيب" للمناطق التي تطالها صواريخ المقاومة دون تردد، وليس انتهاء بمفاجآت معركة العصف المأكول التي أذهلت الصديق قبل العدو".
الأنفاق
وطورت كتائب القسام من استخدامها للأنفاق، فكان منها الهجومية التي استخدمت لتنفيذ العديد من عمليات التسلل خلف خطوط العدو، والدفاعية التي كمن فيها المجاهدون لجنود العدو وآلياته حينما تقدمت لتخوم القطاع الشرقية فجعلت منهم أسرى او قتلى أو جرحى في مرمى نيران المجاهدين، إضافة لاستخدامها لأغراض أخرى كغرف القيادة والسيطرة ومنظومة الاتصالات الخاصة وغيرها.
عمليات الأسر
وسعت كتائب القسام منذ التأسيس لفكاك أسر الأبطال في سجون الاحتلال فنفذ مجاهدو الكتائب 27 عملية ومحاولة أسر لجنود صهاينة، إلا أن العملية الأهم كانت عملية الوهم المتبدد عام 2006 والتي توجت بصفقة وفاء الأحرار وتحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني منهم المئات من الأسرى أصحاب المحكوميات العالية.
كما أسرت كتائب القسام عدداً من جنود الاحتلال خلال معركة العصف المأكول 2014م وما بعدها إذ لا زال بقبضتها شاؤول أورون وهدار جولدن وابراهام منغتستو وهشام السيد، وسيرضخ العدو لتوقيع صفقة قسامية مشرفة لتحرير الأسرى.
الكوماندوز البحري
أما في الجهاد البحري، فقد شكل إضافة نوعية في تكتيكات القسام، حيث مثلت عملية "زيكيم" البحرية في معركة العصف المأكول عام 2014م نقلة نوعية في ذلك، عندما هاجمت وحدة كوماندوز من الضفادع البشرية القسامية قاعدة "زيكيم" العسكرية وأثخنوا في العدو وآلياته هناك، ولازالت وحدات الكوماندوز البحري المختلفة تطور قدراتها وتكتيكاتها للإثخان في العدو خلال أي معركة قادمة.
تكتيكات القتال
وقد واجه مجاهدو كتائب القسام جنود الاحتلال خلال المعارك والجولات القتالية بتكتيكاتٍ جديدةً تدربوا عليها جيداً خلال السنوات الأخيرة، منها عمليات الإغارة والتسلل خلف الخطوط، وكذلك الكمائن التي أوقعت جيش الاحتلال في مقتلة خلال معركة العصف المأكول، بالإضافة للقتال داخل المدن وفي المناطق المفتوحة بالدفاع الثابت أو المتحرك وفق ما يتطلبه الموقف العملياتي.
وبعد سنوات من الإعداد والمعارك والجولات الجهادية تبقى كتائب القسام على عهدها مع شعبها وأمتها بأن تشرفهم في كل ميدان نزال مع العدو، وأن توجه ضرباتٍ صاعقةً لجيشه المهزوم وقيادته الهزيلة، وستكشف الجولات القادم أسرار التطوير المستمر والعمل القسامي الدؤوب لتحسين القدرات والوسائل القتالية، وسيبقى جهاد القسام متواصلاً حتى التحرير.