قائمة الموقع

والله لم أنسَ

2021-03-20T10:43:00+02:00
صورة تعبيرية

ما زالت كلمات المأمون بن هارون الرشيد رحمه الله تعالى عالقة في ذهني "والله لم أنسَ"، إذ تدور أحداث هذه الكلمات حول أن المأمون حينما كان صبيًا ضربه معلمه دون سبب يذكر لهذا الضرب، الأمر الذي جعله يبادر إلى سؤال معلمه:" لِمَ ضربتني؟"، فكانت الإجابة منه "اسكت"، وكانت هي ذاتها الإجابة كلما كرر عليه السؤال.

الأمر الذي جعله -عندما تولى الخلافة بعد مرور عشرين سنة على تلك الحادثة- يستدعي معلمه ليسأله:" لِمَ ضربتني عندما كنتُ صبيًّا؟"، وهذه المرة كانت الإجابة مختلفة عن كلمة "اسكت"، إنما رد بسؤال آخر له: "أَلَمْ تَنْسَ؟"، فقال المأمون: "والله لم أنسَ"، فقال له معلمه: "حتَّى تعلم أنَّ المظلوم لا ينسى".

فكل موقف تمر به ورأيت قدرتك تريد أن تظلم غيرك فتذكر قول المأمون "والله لم أنسَ"، فالمظلوم مهما طالت عليه السنوات يبقى في قلبه ركن يوجعه يسكن به هذا الظلم.

قد يكون الظلم كلمة أو موقفًا قد تراه بسيطًا وصغيرًا، لكنه عند المظلوم شيء كبير، فأنت لا تعلم كم بكت عيناه وقلبه حرقة، لم يعلم به إلا الله (تعالى)، أنت لا تعلم حجم الوجع الذي أوجعته إياه.. لا تستغرب ولا تستصغر الأمر!

فكر كثيرًا قبل أن تتكلم أو تفعل شيئًا، لا تقُل إنك مُجبر على هذا الفعل، فلا تسمح أن تكون مثل ذلك الجلاد الذي كان يجلد شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله تعالى) في سجنه وطلب منه أن يسامحه ويقول له: "أنا مأمور"، فقال له ابن تيمية: "والله لولاك ما ظلموا!".

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي بالمغفرة "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"(يوسف:21).

اخبار ذات صلة