تحدى الجريح محمود أبو غنيمة الذي يقطن في قطاع غزة، إصابته، بالتوجه إلى خوض بطولات رياضية، في محاولة لإعادة مسار حياته قدر المستطاع إلى مسارها الطبيعي.
يقول أبو غنيمة (29 عامًا) لصحيفة "فلسطين": إن الجرحى في فلسطين يعيشون واقعًا يصفه بالصعب، داعيًا إلى تعزيز حصولهم على حقوقهم صحيًّا ونفسيًّا ومجتمعيًّا.
ويوافق 13 مارس/آذار سنويًّا، يوم الجريح الفلسطيني الذي أُقر عام 1968.
ويوضح أبو غنيمة أن الجريح يريد من يتحسس أوجاعه وعذاباته بفعل الإصابة.
ويفيد الشاب بأنه أصيب في 16 إبريل/نيسان 2008، عندما استهدفته طائرة حربية احتلالية من دون طيار في أثناء عودته إلى منزله ليلًا، لتنقلب حياته 180 درجة.
سقط عليه الصاروخ فوقع مغشيًّا عليه، فاقدًا للوعي، ثم استيقظ ليتفقد ببؤبؤ عينه جسده سريعًا فعرف مكان الإصابة في رجليه، ومنذ لحظتها أيقن أنه لن يعود للسير على قدميه، هذا إن بقي على قيد الحياة، وتذكر حينها كلمة لأحد أهالي الشهداء في أثناء دفن ابنهم "حياة الفلسطيني إما شهيد وإما أسير وإما جريح".
غاب عن الوعي مرة أخرى، وبعدها أسعف ونقل إلى المستشفى لعمل اللازم له، بعد خروجه من العمليات كانت عائلته متخوفة من ردة فعله عندما يعلم ببتر رجليه من فوق مفصل الركبة، حاولوا التمهيد له بعدما أفاق من حالة التخدير، "أعلم أني فقدت رجلي الاثنتين، فالحمد لله على قضاء الله وقدره".
ويضيف أبو غنيمة: "لا أخفي عليكم في البداية، شعرت أنني فقدت عزيزًا على قلبي، خاصة أنني كنت في مرحلة اللعب والمرح، فلم يتجاوز عمري حينها 16 عامًا، فمررت بمواقف عززت من صمودي وصبري، فرؤيتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، ومسحه على موضع ألمي، خفف عني وجعي، وتماثلي للشفاء سريعًا".
لم يستسلم للإعاقة، بل توجه لممارسة الرياضة، ليحافظ على لياقته ويتمكن من السير عبر كرسيه المتحرك الذي أصبح رفيقه في حله وترحاله.
ويتابع أبو غنيمة: "سافرت لأداء العمرة وهناك تعرفت إلى مدربين في مجال الرياضة، وقد حققوا إنجازات رفعوا فيها اسم فلسطين عاليًا، أردت أن أحذوا حذوهم وأسير في الطريق الرياضي، على الرغم من أني قبل الإصابة لم يكُن لي أي توجه رياضي".
وكان أمامه المجال مفتوحًا لممارسة مختلف الرياضات، فتوجه نحو ممارسة ألعاب القوى بأنواعها المختلفة، وكرة السلة، والسباحة وغيرها عدا كرة القدم، وحاز فيها جميعًا الميداليات الذهبية، وحرم بسبب الحصار من المشاركة في المباريات الخارجية.
ويذكر أن الإصابة كانت لها أثر في دراسته التي انقطع عنها بعد انتهاء الصف العاشر، ويأمل أن يعود لها بعد استقراره صحيًّا ونفسيًّا، وكان قد ركب أطرافًا صناعية والتي تعد أمنية كل مبتور كتعويض عن الكرسي المتحرك، ليخوض تجربة الطرف الصناعي الذي يحاول به أن يعيد مسار حياته الماضية أي قبل الإصابة.
ويطمح أبو غنيمة إلى أن يمثل فلسطين في المحافل العربية والدولية، فعن قريب من المتوقع أن تكون له مشاركة في بطولة تونس.