عدّ رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، مصادرة سلطات الاحتلال موادَّ وقرطاسية كانت في طريقها إلى مطابع قطاع غزة، "قرصنةً إسرائيليةً غير مقبولة وإمعانًا في السلوك الإجرامي بمواصلة الحصار المفروض على القطاع منذ 15 عامًا".

وقال معروف في حديث لصحيفة "فلسطين": إن قرار الاحتلال محاولة لتلفيق الاتهامات والادعاءات وفبركتها للحفاظ على حالة الحصار المفروض على غزة.

وأعلنت سلطات الاحتلال، أمس، وفق قرار وزير الجيش بيني غانتس، مصادرة مواد وقرطاسية كانت في طريقها لمطابع في قطاع غزة، تشمل حاويات مواد ورقية وشحنة كبيرة من الأحبار، بزعم تقديمها خدمات مطبعية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تُستخدم للتحريض ضد (إسرائيل).

وأكد معروف أن الاحتلال يمارس الكذب وتلفيق الاتهامات ويحاول إيهام الرأي العام الغربي بأن كل ما يوجد في القطاع يستخدم بشكل أو بآخر في إطار العمل المقاوم الذي يعدّه "عملا تخريبيا أو غير مشروع".

وأضاف أن منع وصول الأوراق والأحبار والمعدات لمطابع القطاع يعطي دلالة واضحة على أن الاحتلال يحاول التأثير في العملية الانتخابية من خلال هذا السلوك.

وحذر من أن المطابع المرخصة العاملة في قطاع غزة، البالغ عددها نحو 70 مطبعة، مهددة بالتوقف عن العمل في حال لم تدخل احتياجاتها، خاصة مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات، الذي من المتوقع أن ينشط فيه عمل المطابع، كطباعة المواد الدعائية المختلفة للقوائم الانتخابية والمساهمة في توفير المواد الخاصة في المواد الانتخابية.

وأكد رئيس المكتب الإعلامي أن الاحتلال يحاول المس بجانب مهم من الجوانب الاقتصادية وهي المطابع، وجانب آخر من جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية العامة، مشيرا إلى أن الأوراق والأحبار تستخدم في طباعة الكتب والأنشطة الثقافية، إلى جانب استخدامها ضمن الاستعداد للعملية الانتخابية في إطار الدعاية الانتخابية لكل الفصائل والأطراف الفلسطينية.

ولفت إلى أن هذا السلوك غير مستغرب من الاحتلال الذي يفرض حصارا على قطاع غزة، ما يستلزم موقفا واضحا وصريحا ومعلنا من كل الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها الجهات الدولية التي يقع عليها رفض سلوك الاحتلال، والضغط لدفعه إلى التراجع عن تلك الانتهاكات.

ورأى معروف أن ضمان استمرارية عمل المطابع وغيرها من الأنشطة المختلفة مرهون بحصولها على المواد الخام اللازمة للعمل، منبها إلى أن منع الاحتلال إدخال احتياجاتها يهدد بتوقف النشاط الاقتصادي الخاص بها وفقدان مئات العاملين مصدر دخلهم.

وذكر أن مكتبه على تواصل مع أصحاب المطابع للخروج بموقف مناسب تجاه هذه الخطوة، حاثا الجهات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة التي شهدت قرار الاحتلال على التحرك والضغط عبر المؤسسات المختلفة لدفع الاحتلال إلى التراجع عن قراره.

ودعا المنظمات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" للتدخل الفوري والعاجل، وليكون لها موقف واضح ومحدد من قرار مصادرة قرطاسية ومعدات خاصة بمطابع القطاع.