أكدت رئيسة الحركة النسائية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، فاطمة شراب، أن الانتخابات الداخلية الأخيرة للحركة عززت مكانة المرأة في مناصبها القيادية، وأوقفت أي مزايدات عليها بشأن اهتمامها بالمرأة.
وكانت حركة حماس أعلنت في 14 مارس/ آذار الجاري انتخاب أعضاء مكتبها السياسي الجديد الذي ضم في تشكيلته لأول مرة سيدة هي د. جميلة الشنطي، في حين أسفرت الانتخابات عن تولي فاطمة شراب رئاسة الحركة النسائية في حماس.
ونبهت شراب في لقاء خاص مع صحيفة "فلسطين"، إلى أن نتائج الانتخابات الداخلية لحماس تحقيق عملي لميثاق الحركة الذي ينص في المادة 34 على أن المرأة الفلسطينية لها دور أساسي في الحاضر والمستقبل لدورها في صناعة التاريخ ومشروع المقاومة والتحرير وبناء النظام السياسي.
وقالت: "لذلك نجد أن حماس كان من أولوياتها الاهتمام بالمرأة كشريكة للرجل، وتحقق ذلك من خلال العمل في الحركة في المجالات الدعوية والخيرية والمؤسساتية والأمنية، فشكّل هذا الاهتمام استقطابا كبيرا للمرأة الفلسطينية للانضمام للحركة".
وبينت أن وجود امرأة في المكتب السياسي تأكيد للمؤكد في اهتمام حماس بالمرأة منذ البدايات، فالمؤسس الشهيد أحمد ياسين اهتم كثيرا بها، فكانت نتائج انتخابات دورة 2021 من ثمار هذا الاهتمام.
ولفتت إلى أن المرأة في حماس حملت منذ البدايات الكثير من الملفات والزخم، وتمثل ذلك في جيش الحركة النسائي الذي ظهر بصورة واضحة في انتخابات 2006، فكان اختيار ستة من النساء في انتخابات المجلس التشريعي، وهو ما أوصلها إلى هذه المرحلة.
وقالت: إن المرأة حاضرة بقوة على طاولة القيادة الحركية، كما أنها شاركت في صنع القرار سواء في المجالس الشورية أو التنفيذية، ولم يتم اتخاذ أي قرار مصيري في الحركة يتعلق بالشعب الفلسطيني أو القضية الفلسطينية إلا وكان رأي المرأة في حماس حاضرًا وبقوة وكان يؤخذ به على مختلف الأصعدة.
قدوة سياسية
واعتبرت ما قامت به حماس فعلًا يُقتدى به، مشيرة إلى أنه لاقى ترحيبا كبيرا من النساء والأطر والفصائل الأخرى.
وتابعت أن حماس أصبحت نموذجا في المجلس التشريعي والوزارة والمكتب السياسي.
وذكرت أن الحركة النسائية في هذه الدورة سيكون أمامها الكثير من الملفات والقضايا التي لا تخص المرأة في حماس وإنما المرأة الفلسطينية ككل، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية لن تجد من الحركة النسائية في حماس إلا كل اهتمام وتقدير، وما كانت تحلم به أن يتحقق لها.
وعزت سبب الاهتمام الكبير على المستويات المحلية والإقليمية والدولية لتأثير حماس على المجتمع المحلي والدولي، إلى أنها أثبتت على مر العقود قدرتها على تخطي الصعاب، فهي منذ انتخابات 2006 تواجه الحصار والحروب الإسرائيلية والكثير من العقبات التي تحاول عرقلة مسيرتها، إلا أنها تجاوزتها، ولو أصيبت بها دولة لانهارت.
وتابعت أن ثبات حماس ومنجزاتها وقدراتها وتأثيرها على مستوى القضية الفلسطينية أوجد هذا الاهتمام الكبير بنتيجة انتخاباتها، واصفة الحركة بأنها "حركة ديناميكية شورية تجدد قياداتها كل أربع سنوات لتُخرج للمجتمع الفلسطيني الأفضل والأحسن، فظهرت في صورة مشرقة على مدار الأيام السابقة في عملية اختيار القيادة الجديدة لدورة 2021".
ونبهت شراب إلى أن المرأة في حماس تنظر إلى توليها أي منصب على أنه مهمة غير سهلة، وأن أمامها الكثير من الملفات التي تحتاج إلى إنجاز وعمل دؤوب، وأن عملها لا يقتصر على العمل لحركتها ونسائها بل للمرأة الفلسطينية ككل.
وخاطبت نساء شعبنا بالقول: "سنكون الأقرب والأوفى لكنّ، وسنعمل على خدمتكن بكل ما نملك حتى تحرير الأرض والإنسان والمقدسات، وسنتوافق في مساحات كثيرة مع نساء شعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس والشتات اللاتي عانين كثيرا، لتكون المرأة هي الرائدة في كل مكان تتبوؤه، سواء كانت امرأة عاملة أو ربة بيت".
وأردفت: "نريد زيادة أعداد المؤسسات والجمعيات النسوية التابعة للحركة الخادمة للمجتمع ككل والنسائي خاصة، وذلك بعد تقييم الوضع الراهن ووضع خطط استراتيجية قائمة على رؤية واضحة، وصولا لمنجزات مرضية للمرأة بشكل عام".
وحدة الإطارات النسوية
وأكدت التوجهات نحو الوحدة مع الإطارات النسوية للفصائل الأخرى كما سبق وحدث في مسيرات العودة وكسر الحصار التي تحقق من خلالها الصورة الطيبة للوحدة النسوية كما وحدة أبناء شعبنا، مضيفة: "سنستكمل البناء وما رسمته الدماء التي سالت على أرضنا، وسترى المرأة ما يثلج صدرها من الوحدة والتوافق بيننا وبين غيرنا من النساء في الأطر والتنظيمات المختلفة، لأننا جميعا أبناء وطن واحد وتجمعنا قضية واحدة هي تحرير فلسطين".
وحول دور الحركة النسوية في الانتخابات العامة المقبلة، قالت شراب: "حماس الآن أقوى من ذلك، والنساء فيها أكثر عددا من قبل وستؤدي دورا أكبر مما قامت به في 2006 بشكل سيدهش الجميع، فالمرأة في حماس فاعلة ومشاركة في القرار وستعمل على إنجاح تنفيذه ليكون صوتها عاليا في المرحلة القادمة".
ولفتت إلى وجود قيادات نسوية حمساوية قادرة على تمثيل شعبنا في الانتخابات القادمة أكثر بكثير مما كان عليه الوضع في 2006، وستكون قائمة حماس تحتوي على نساء بشكل شفاف ومهني لخدمة كل أطياف الشعب.
وأكدت أن انخراط نساء حماس في العمل السياسي لن يشغلهن عن أدوارهن الأخرى، موضحة أن "الحركة لديها عدد هائل من النساء يعملن بشكل تخصصي، فهذا يضمن عدم انشغالهن بالجانب السياسي عن أدوارهن التربوية والدعوية، فنساء حماس قادرات على التعامل مع أكثر من ملف في الوقت نفسه، إذ لدينا أكثر من 15 ملفا نعمل فيها بشكل متزامن".
وبينت أن الحركة النسائية لن تألو جهدًا في المرحلة المقبلة، ليكون لها بصمة في الملفات المجتمعية والأسرية، وأن تحقق للنساء خاصة المطلقات والأرامل وغيرهن من الفئات التي تعرضت للظلم إنجازات.
وأضافت أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة انفراج وحل لهذه الإشكاليات المستعصية، وسنقدم مشاريع للمجلس التشريعي والمجتمع المدني للمساهمة في حلها.
وعن العمل النسائي لـ"حماس" في الضفة الغربية، أعربت شراب عن أملها بأن يتم الاتفاق في جولة الحوار الحالية في القاهرة على وقف الملاحقات السياسية والأمنية لأبناء الحركة ما يسمح للكتلة الصلبة من نساء حماس بالانطلاق "فهن لم تلن لهن قناة رغم سنوات الملاحقة السابقة".
وأعربت عن تفاؤلها بأن نتائج الانتخابات ستكون لصالح "حماس" في الضفة، مشيرة إلى أن المواطنين "عانوا ما عانوا من التنسيق الأمني وغيره، وصندوق الانتخابات سينصف حماس هناك، وسيكون هناك دور كبير للمرأة كأم عاصف البرغوثي ومنى منصور".