فلسطين أون لاين

"لن ندعم عباس أو البرغوثي"

البردويل: حظوظ حماس قوية للفوز بالانتخابات.. والإرادة الدولية ترغب في "فريق أوسلو"

...
تصوير / الزميل ياسر فتحي
غزة/ أدهم الشريف:

أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الدكتور صلاح البردويل، أن حظوظ حماس بالفوز في الانتخابات المقبلة "قوية"، مبينًا أن إرادة المجتمع الدولي لا زالت ترغب في "فريق أوسلو" نتيجةً للانتخابات المقرر إجراؤها على 3 مراحل.

ونبَّه البردويل في لقاء مع صحفيين عقده منتدى الإعلاميين بغزة، أمس، إلى أن الإرادة الدولية تضغط من أجل إجراء انتخابات فلسطينية، وهي لديها مشاريع سياسية تتعلق بالصراع مع الاحتلال.

وأوضح أن المجتمع الدولي لديه رغبة بفريق منسجم مع التوجهات الدولية للتفاوض والتسوية ولا يرغب بانتخاب الشعب الفلسطيني أي توجه سياسي جديد يطالب بحقوق الفلسطينيين التاريخية مثل حركة حماس، لكن هذا الأمر يبقى بيد الشعب الفلسطيني.

من جانب آخر، أكد البردويل أن حركة حماس لن تقدم على دعم رئيس حركة فتح محمود عباس، أو عضو لجنتها المركزية مروان البرغوثي، في انتخابات الرئاسة، "لأنه لا يمكن أن تدخل الحسبة بهذا الشكل، ولا يمكن أن تكون مع طرف فتحاوي ضد طرف فتحاوي آخر".

خلافات فتح

وذكر أن "الخلافات في حركة فتح هي في حقيقتها شخصية مع عدم وجود أي انقسام أو اختلاف في البرامج السياسية سواء بين قائمة عباس أو (ناصر) القدوة أو غيره، وجميعهم يؤمنون أن أوسلو والمفاوضات مدخل للحل".

وبين أن "انفصال وانقسام وجهات النظر المختلفة في فتح أمور ذاتية داخل حركة فتح، وحماس ليست طرفًا فيها".

كما أشار إلى أنه من المتوقع أن يأتي القيادي المفصول من اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة، قريبًا إلى غزة.

وأكد أن حماس لا تتحمل مسؤولية أنها فتحت غزة من جديد أمام التيار الإصلاحي في حركة فتح وزعيمه محمد دحلان وأنصاره الذين عادوا، مؤخرًا، بعد مصالحة مجتمعية ممتدة منذ سنوات، مشددًا على أن هذا الأمر يحسب لحماس أنها استطاعت إنهاء خلافات عميقة كان من شأنها أن تفجر النسيج الاجتماعي.

لكنه نبَّه في ذات الوقت أن هذا لا يعني أن حماس تتوحد مع دحلان في البرنامج السياسي، مضيفا: "هناك تناقض واضح نختلف عليه كما نختلف مع عباس".

وأشار إلى أن العائدين إلى غزة من أبناء وقيادات حركة فتح في الأيام الأخيرة "أُنهيت قضاياهم في القضاء، ومن كان عليه قضية فقد صُفِّيت وسُوِّيت قضائيًا وقانونيًا في إطار المصالحة المجتمعية".

من جانب آخر، نبه عضو المكتب السياسي لحماس إلى أن اتصالات يومية بين فتح وحماس، عالجت الكثير من القضايا، مبينًا أن يومين للحوار في ملف منظمة التحرير لا تكفي، وأبدى أمنيته بوضع الأساس الصحيح خلال اللقاء الحاصل في العاصمة المصرية القاهرة، للانطلاق في التفاصيل لاحقًا على أساس إرادة الوحدة والشراكة وإعادة بناء منظمة التحرير.

وبيَّن أن "وفد حماس ذاهب للقاهرة متسلح برؤية واحدة: عدم السماح بتفجير خلافات كبيرة، وعدم العودة بأحبال مقطوعة"، مشددا على أنه من غير المقبول لأحد أن يبقى الوضع الفلسطيني بين فتح وحماس وغزة والضفة بهذا الشكل.

جهوزية حماس

وبشأن استعداد حماس للانتخابات، بيَّن أنها عملت بشكل كبير جدًا في الفترات الماضية، ووضعت السيناريوهات الكاملة، وجاهزة للانتخابات اليوم قبل الغد، وأن لديها طاقم مكون من 10 آلاف عنصر، يعملون بملف الانتخابات بصمت على مدار الساعة.

وبيَّن أن حماس لن تشكل حكومة وحدها لو خاضت الانتخابات بمفردها حال عدم وجود شركاء لها في القائمة الانتخابية، لكنه أكد أن الحركة في اليوم التالي للانتخابات ستعمل بكل الطرق لتشكيل حكومة وحدة وطنية "تعوض ما فقدناه قبل الانتخابات، حيث كان من المقرر معالجة العديد من الملفات وأولها إنهاء الانقسام، والاهتمام بقضية اللاجئين، وحماية المقاومة على الأقل بحدها الأدنى السلمية".

وعلى صعيد متصل، بيَّن البردويل أن أخطر ما واجهته القضية الفلسطينية أن توجه كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى التطبيع مع العرب تزامنًا مع قناعة لدى أطراف عربية بأن لا مجال لتحقيق الحد الأدنى من الطموحات الفلسطينية كما رسمتها مشاريع ومبادرات عربية، وحصل قلبٌ للمعادلة أن يبدأ التطبيع قبل أي حل، بعد أن كانت "مبادرة السلام العربية" تشترط أن التطبيع مع الاحتلال ليس قبل إقامة دولة فلسطينية.

وأضاف: "في ظل هجمة شرسة ضد الفلسطينيين والمقدسات، وعوضًا من دفاع العرب عن المقدسات وجدناهم يتفاخرون بزيارة الأقصى بوفود إلى جانب أمن الاحتلال الإسرائيلي في حالة استفزازية كبيرة جدًا، وهذا المشهد خطِر جدًا يمثل حالة من الهوان الكبير".