كثفت قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة اعتداءاتها وانتهاكاتها في قرية العيسوية، في مشهد متسلسل يمتد منذ سنوات طويلة بمدينة القدس المحتلة، لكن وتيرته تصاعدت تصاعدًا ملحوظًا في هذه القرية الواقعة إلى الشمال الشرقي من البلدة القديمة بالقدس.

ومنذ احتلال كامل مدينة القدس سنة 1967، يدفع سكان قرية العيسوية ثمن الاحتلال والتهويد الإسرائيلي، وبحسب معطيات وأرقام، فإن 12500 دونم مساحة القرية قبل احتلالها ولم يبقَ منها سوى نحو 2400 دونم حاليًّا.

في حين يؤكد رئيس لجنة أهالي أسرى مدينة القدس أمجد أبو عصب، أن قوات الاحتلال لم تتوقف ليوم واحد عن اعتقال أطفال فلسطينيين، فهو يشير إلى أن حملات الاعتقال تتركَّز حاليًّا في قرية العيسوية.

وبيَّن أبو عصب في تصريح لـ"فلسطين"، أن مدينة القدس وضمنها قرية العيسوية والطور والبلدة القديمة بالقدس، شهدت 135 حالة اعتقال نفذها جيش الاحتلال في فبراير/ شباط الماضي.

وذكر أن الاحتلال لديه مخطط واضح في استهداف الجيل الناشئ وخاصة الأطفال، وهو ما يتنافى مع القانون الدولي لكن الاحتلال مستمر في بطشه ويرفع الغطاء عن أي قوانين.

ونبَّه أبو عصب إلى أن الاحتلال يسعى لتوزيع المخدرات من خلال عملاء في مدينة القدس من أجل العبث بأفكار جيل الشباب والأطفال وحرف مسارهم الصحيح.

وكان مركز "حنظلة" للأسرى والمحررين، أكد أن قوات الاحتلال واصلت اعتقالاتها بحق الفلسطينيين في فبراير، دون الأخذ بالحسبان تفشي فيروس كورونا وتسجيل عشرات الإصابات به داخل السجون.

وبحسب دائرة توثيق المركز فإن قوات الاحتلال اعتقلت في الفترة الممتدة بين 1-28 فبراير (310) مواطنين في الضفة والقدس والقطاع بينهم 25 طفلًا، و3 سيدات، بينهم 100 مواطن من القدس بينهم أطفال.

وقال طارق عيساوي الناشط في الدفاع عن أهالي العيسوية: إن ما جرى في قرية العيسوية أكبر مما يتناوله الإعلام من أنباء وأخبار قصيرة.

وأضاف عيساوي لـ"فلسطين": أن سلطات الاحتلال كثفت مؤخرًا اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق المواطنين في القرية المقدسية، من خلال الاقتحامات المتكررة بأعداد كبيرة جدًّا من جنود الاحتلال وتنفيذ حملات اعتقال مكثفة يوميًّا.

وذكر أن جنود الاحتلال يتبعون أسلوبًا جديدًا مع أهالي العيسوية، إذ يتخلل عمليات الاقتحام اعتداءات على المواطنين وإطلاق قنابل غاز باتجاه منازل المواطنين، الأمر الذي يتسبب بأضرار جسدية وإصابات بالاختناق، وكذلك أضرار مادية في منازل المواطنين من جراء إصابتها المباشرة بالقنابل التي يطلقها الجنود من فوهات البنادق.

وأشار عيساوي إلى أن جيش الاحتلال ينفذ اقتحامات وحملات اعتقال يومية تطال أطفالًا قُصرًا، وتصدر بحقهم محاكم الاحتلال أحكامًا بالسجن لمدد متفاوتة قد تصل إلى أكثر شهرين، أو حتى فرض الإقامة الجبرية عليهم.