فلسطين أون لاين

تقرير فصل "القدوة" من "فتح".. هل أوصل الرسالة إلى "البرغوثي"؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

عدّ محللان سياسيان أن "الفصل من فتح" سيكون مصير أي قائد فتحاوي يفكر في خوض الانتخابات المقبلة بقائمة منفصلة كما حدث مع ناصر القدوة، مشيرَين إلى أن رسالة رئيس السلطة محمود عباس تكون، بهذه الخطوة، قد وصلت إلى جميع القادة الآخرين، بما فيهم الأسير مروان البرغوثي، الذين عليهم إعادة حساباتهم قبيل أي خطوة مشابهة لما فعل القدوة.

وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح قررت فصل القدوة من عضويتها في الثامن من مارس/ آذار الجاري في إثر دعوته إلى تشكيل قائمة مرشحين منفصلة عن "فتح عباس" للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، في حين تشير الأخبار الواردة من المقربين من القيادي الأسير البرغوثي بأنه مصمم على منافسة عباس في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

خريطة مقسمة

المحلل السياسي وسام عفيفة بيَّن أن الخريطة الانتخابية لفتح في الانتخابات التشريعية المقبلة باتت مقسمة على ثلاث قوائم، القائمة الرئيسة تابعة لعباس، إلى جانب قائمتي القدوة وقائد التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح محمد دحلان التي ستخلق حالة تنافس على الصوت الفتحاوي بالإضافة للأصوات الخارجية.

وبين عفيفة في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن وجود قائمة منفصلة لدحلان كان أمرا متوقعا بالنسبة إلى عباس، لكن خروج القدوة بقائمة منفصلة زاد من المخاطر التي تواجهها "فتح عباس"، لكن اعتقادها بأن تأثير دحلان مقصور على غزة وأن قائمة القدوة قد لا تجتاز نسبة الحسم سيجعلها تمضي في الانتخابات التشريعية.

واستدرك بالقول: "لكن عباس يحاول تصعيب أمر تشكيل القوائم أمام القيادات الفتحاوية الأخرى بأن يصبحوا مدركين بأن هذا الأمر سيكون له تبعاته التنظيمية التي قد تصل إلى الفصل من الحركة؛ ما يجعل كثيرين منهم يحجمون عن الانضمام لهذه القوائم المنافسة؛ ما يعمل على إضعافها".

ورأى أن فصل القدوة إنذار للجميع ونموذج لما يمكن أن يُقدم عليه عباس بحق من يحاول أن يخرج عن "النص"، موضحا أن "هذا سيدفع القيادات والكوادر الفتحاوية لإعادة حساباتها في أي خطوة قادمة، وبذلك تكون الرسالة وصلت إلى البرغوثي الذي لن يغامر في إثرها بالصدام مع عباس في المرحلة الحالية".

ويعتقد عفيفة أن عباس قد يلجأ إلى سيناريوهات أخرى حال تصميم البرغوثي على خوض الانتخابات الرئاسية منافسا له، حيث ربما يحاول عقد صفقات معه قبل استخدام الأدوات القانونية والتنظيمية وصولا إلى الفصل.

مشهد معقّد

ورأى المحلل السياسي تيسير محيسن أن الوضع السياسي الذي يحيط بتوجهات عباس وفريقه في فتح أصبح يتعقد شيئا فشيئا، فلم تعد حماس، بِعَدِّها خصمًا سياسيًّا هي الوحيدة فقط التي تهدد أمن المستقبل السياسي لعباس، وإنما هناك أشخاص آخرون.

وقال محيسن لصحيفة "فلسطين": لم يعد تيار دحلان فقط من يحتل مكانة في تنظيم فتح ميدانيا ويقضم في شعبية عباس وفريقه، بل أصبح ينسحب ذلك على شخصية عضو لجنة مركزية في فتح وامتداد تاريخي للرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث إن هناك العديد من القيادات الفتحاوية ترى أن عباس لا يصلح للبقاء بوصفه مرشح فتح لرئاسة السلطة، وأن عليه التنحي جانبا لصالح شخصيات بديلة أكثر قدرة على إدارة هذا الملف في المستقبل.

وأشار إلى أن مشهد التحضير للانتخابات يشهد حالة من التفكك في حركة فتح، فقد أحدث القدوة حراكا في بنية الحركة التنظيمية بإصراره على تشكيل قائمة خارج التنظيم، مضيفا: "كما أن البرغوثي لم يقل كلمته النهائية بعد، حيث يبدو أنه سيتوجه لمنافسة عباس على الرئاسة إذا لم يستجب لشروطه في الأخذ برأيه في مرشحي الحركة للانتخابات التشريعية".

وتابع أنه حال إصرار البرغوثي على الترشح للرئاسة فإن الشواهد تقول إن عباس عنيد لدرجة أنه لن يتورع عن فصل أي قائد فتحاوي حتى لو كان بحجم مروان، فإذا ما أصر على منافسته فسيعاقبه على خروجه عن الإجماع التنظيمي بالتجميد أو الفصل كما فعل مع القدوة.