قائمة الموقع

د.أبو السبح: مواقع التواصل "سرقت" القارئ ولا بد من شدِّه إلى الكتاب

2021-03-14T09:31:00+02:00

"المعركة الثقافية بيننا وبين المحتل الإسرائيلي شرسة، في ظل محاولة الرواية الصهيونية سرقة كل شيء منا، ولكن لن نسمح لها بذلك، فعلينا أن نكرس عاداتنا وتقاليدنا ووجودنا وتراثنا العلمي والأدبي والثقافي والمعرفي في وجه المحتل"، هذا ما يؤكده رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني د. عطا الله أبو السبح، واصفًا في الوقت نفسه واقع اهتمام الإنسان العربي بالقراءة بأنه "مفجع".

وفي حوار مع صحيفة "فلسطين"، يصف أبو السبح واقع اللغة العربية في القطاع بأنه "صعب"، مردفا: "لا بد أن نُسلِّم بوجود عزوف شديد جدًا في كل دول العالم العربي عن القراءة، والإحصائيات مفجعة ومذهلة بشأن اهتمام الإنسان العربي بالقراءة، حيث أصبح كالعصفور يتلقط المعرفة حبة حبة عن الأرض، ويعتمد في تحصيله المعرفي على الإنترنت وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي سرقت القارئ الذي يملك الهواية في القراءة نحوها".

لكنه يوضح أن "الوسائط المعاصرة أوجدت بدائل عن القراءة الورقية، كتطبيق "اقرأ لي" و"الكتاب المسموع" وهو جهد طيب وبصدد طرح تطبيق كأمثالهما".

بعض أساتذة اللغة العربية لا يتحدثون الفصحى، وهو ما يوضح أبو السبح أنه أمر" يحمل السلبية والإيجابية بالوقت ذاته، خاصة أنه قد يكون يخاطب طلابًا لديهم عزوف عن اللغة العربية والقراءة، فأن يقف معلمهم يحدثهم بلغة الأصمعي والفرزدق قد يصبح محط استهجان ولا يوصل لهم المعلومة، فيضطر إلى تبسيطها والنزول إلى مستواهم".

أما اللهجة العامية، فيلفت إلى أنها تشكل خطرًا على اللغة الفصحى "فهي العدو الأول لها"، لكون الأولى تُفهم في إطارها المحلي، كأن تكتب كتابًا فلسطينيًا بالعامية فلن يفهمه أحد سوى أهل البلد.

ويوضح أن لغة التخاطب مرت بثلاثة أقسام: الفصحى والعامية ولغة الصحافة التي تجمع بينهما، فثقافات الوطن العربي من خلال لهجاته قد تعطي معناها في بلد ومعنى مضاد في بلد آخر.

وينصح بالمحافظة على اللغة العربية من خلال تدبر القرآن، والقراءة اليومية وضرورة تجنب المُسلّي من الكتب كالروايات البوليسية.

ونشأ مجمع اللغة العربية الفلسطيني في 2013، وله مجلة محكمة ينشر فيها البحوث التي يتقدم بها الباحثون، وقد عُقدت العديد من المؤتمرات الخاصة بها والتي تكاد أن تكون دولية، بمواضيع شتى، منها تناول شخصية من شخصيات الأدب الفلسطيني.

ويبين أبو السبح أن أهم ما يعتز به المجمع هو المؤتمرات العلمية التي ينظمها، والمجلة المحكمة، ولذلك يحرص على النهوض باللغة العربية، واكتشاف الطاقات المبدعة الصغيرة من طلبة المدارس الثانوية، وعليه يزور المجمع المدارس ويقيم المهرجانات الداخلية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

معجم خاص

ويطمح أعضاء المجمع الذين يحملون درجة الأستاذية، إلى أن يكون لديهم معجم خاص بهم، ويحاولون بقدر الإمكان أن يعيدوا نشر بعض المعاجم التي تُعنى باللغة العربية في اللهجات الفلسطينية واللهجة المحلية المحكية.

ويؤكد أبو السبح وجوب الاهتمام بالثقافة والترويج للفصحى، والعودة إلى أصول وتراث الشعب والانتماء للعروبة وشد القارئ للكتاب، "فالذي يهمل ثروات بلاده التي أهمها اللغة العربية سيكون في ذيل الأمة".

ويقول أبو السبح: من مهام المجمع أنه يدعم لغتنا الأم من خلال المؤتمرات والنشرات والحوافز، والطواف على المدراس، وإقامة علاقات توءمة فيما بينها من شأنها أن تعطي نتائج إيجابية واكتشاف يراعات وأقلام شابة، ولو توفرت المزيد من الإمكانات لوجد إبداع أكثر.

ويشير أبو السبح إلى الشعب الفلسطيني ساهم مساهمة فاعلة في إثراء المشهد الثقافي من خلال علمائه، والترجمة.

ومن أهم نشاطات المجمع، كما يقول أبو السبح، "المجمع المدرسي الذي يعنى بطلبة مرحلة الثانوية، وغرس حب اللغة العربية فيهم، وعقد مسابقات لحفظ الطاقات المبدعة".

والمجمع بصدد تكريم أعلام من فلسطين في مختلف المجالات لكونهم ساهموا في المعرفة، ومنحهم الجائزة التقديرية رفعة لشأنهم وتقديرًا لهم ولتعريف الجمهور بهم، وفق رئيس المجمع.

وفيما يتعلق بخطط المجمع للعام الجاري، يوضح أنه سيعمل على تكريم العلماء وإقامة المؤتمرات، مع مراعاة السلامة الصحية وإجراءات الوقاية من كورونا.

وينبه إلى أن مجمع اللغة العربية له علاقة تواصل مع معظم المعاجم العربية، كالجزائر ومصر والأردن وتونس والمغرب والعراق وغيرهم، متابعًا: "وهناك العديد من المراسلات معهم، من خلال مشاركة الباحثين في المؤتمرات التي تقام، فيشارك المهتمون في اللغة العربية بالوطن العربي بمشاركات فعالة"، لكنه يأسف لتداعيات الحصار على هذه العلاقة.

ويلفت أبو السبح إلى أن "قلة السيولة المادية" هي تحد يواجهه المجمع وتجعله "مكتوف الأيدي"، مفسرا: "فأحيانا يتأخر عن إصدار عدد المجلة لعدم التغطية المالية، وحري به كمؤسسة أن يكون له مكان خاص في ظل وجود طاقات هائلة في قطاع غزة".

ويكمل رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني، بأن عدد من يحمل درجة الدكتوراة في القطاع يفوق دولًا كثيرة، لذلك يفترض أن يكون لهم حاضنة، "ولكن للأسف الشديد لا يمكن للمجمع احتضانهم نظرا لندرة المال وهو المعوق الأهم"، وفق حديثه.

اخبار ذات صلة