على الرغم من أن ندى تزوجت الطبيب شادي الذي كانت ترى فيه فتى أحلامها، فإنه في الواقع كان كابوسًا في حياة اليقظة لها بعد شهور قليلة من زواجهما، إذ اختلف كليًّا في المعاملة.
لم يعد يهتم بها حتى عندما تكون مريضة فأصبح جافًّا في المعاملة معها، وكثيرًا ما تشعر بسوء معاملته، الأمر الذي يفقدها شعور الأمان معه، وعلى الرغم من الوقت القصير الذي تجلس معه فإنه لا يتحدث معها فيه إلا عن مشكلات العمل، ولا يشاركها لحظات الفرح.
وإن تكلمت بشيء سرعان ما يقاطعها ويطلب منها الصمت، ويغضب لأبسط الأمور، على الرغم من أنه يتحدث على وسائل الاتصال الاجتماعي عن حقوق المرأة ومساعدتها ومعاملتها الطيبة، فإنها مجرد كلمات خالية من التطبيق مع زوجته.
هذه المعاملة السيئة جعلتها تشتكي لعائشة رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحوار افتراضي بينهما قدمه الكاتب د. إياد قتيبي في كتابه "ندى تشتكي لعائشة رضي الله عنها"، إذ بسط فيه بعض ما قالته أُمُّنا عائشة رضي الله عنها في الأحاديث، وأضاف ما يساعد في رسم الصورة مع الحفاظ على أن تبقى ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله بحرفيتها دون أي تصرف، بحيث تكون مستندة للأحاديث الصحيحة بعيدًا عن أي حديث ضعيف.
وكلما كانت ندى تقول موقفًا تشتكي فيه كانت عائشة رضي الله عنها تخبرها كيف كان يتعامل معها الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن مقتطفات الحوار الافتراضي حينما كانت ندى تقول في نفسها: أحس أن شخصيتي طمست مع شادي، أشعر بضعف وقلة تقدير لنفسي أمام الآخرين، هذا الأمر جعلها تسأل عائشة رضي الله عنها: هل كنت تتصرفين أمام النبي صلى الله عليه وسلم بقوة شخصيتك وروحك المرحة؟
تبسمت عائشة: حضرت طعامًا مرة وعندي سؤدة زوجة النبي جالسة في بيتي، قُلْتُ لَهَا: كُلِي، فَقَالَتْ: لَا أَشْتَهِي وَلَا آكُلُ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأَلْطَخَنَّ وَجْهَكِ، فَلَطَخْتُ وَجْهَهَا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، فَأَخَذَتْ مِنْهَا فَلَطَخَتْ وَجْهِي، وَرَسُولُ اللَّهِ يَضْحَكُ.
وكانت كل موقف تشتكي منه ندى يقابلها فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله الطيب مع عائشة رضي الله عنها.
وبهذا استطاع الكاتب أن ينقل الأخلاق الطيبة للرسول عليه الصلاة والسلام ومعاملته الحسنة لزوجاته، فكان الكتاب دليلًا ليسترشد فيه الرجال معرفة خلقه في معاملة الزوجة... لذلك عزيز القارئ أنصحك بأن تطلع على هذا الكتاب حتى لا تتصرف بشيء يخالف السنة في معاملة زوجتك، فيكون لها الحق
