حذّر رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د.عكرمة صبري، من أن قطعان المستوطنين و"جماعات الهيكل" المزعوم أصبحوا في مراحل متقدمة من تنفيذ مخططاتهم التي وصفها بـ"المرعبة" بحق المسجد الأقصى والبلدة القديمة حاضنة المقدسات.
جاء ذلك في تعقيب من الشيخ صبري لصحيفة فلسطين على إقدام سلطات الاحتلال قبل أيام على تعليق يافطة على باب المغاربة من جهة ساحة البراق كتب عليها "من هنا جبل الهيكل"، إذ إن تعليقها في هذا المكان له مغزى تهويدي واضح، بحسب ما يفيد.
وأصبحت اليافطة منتشرة في زوايا القدس داخل البلدة القديمة وفي أزقتها لإرضاء قطعان المستوطنين و"جماعات الهيكل" التي تنادي بإقامة "الهيكل" المزعوم مكان المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة.
وبين صبري أن الاقتحامات تمر من جسر المغاربة إلى باب المغاربة ومن ثم داخل المسجد الأقصى مرورا من أمام المسجد القبلي إلى المنطقة الشرقية، حيث تقام الطقوس التلمودية بقيادة الحاخامات.
وقال صبري، إن من يراقب خطوات جماعات المستوطنين في الآونة الأخيرة "يستطيع معرفة مدى تغولهم في المسجد الأقصى من حيث الاقتحامات المتكررة ونوعية من يقتحم من حاخامات وأعضاء كنيست".
وأضاف أنه "في موسم أعيادهم والانتخابات يصبح المسجد الأقصى مادة انتخابية ومحطة دينية حتى للأحزاب اليسارية".
ونبه إلى أن "الاحتلال يستهدف حارة المغاربة منذ الساعات الأولى من احتلال المدينة، حيث هدم الحارة التاريخية بحجة توسيع ساحة البراق وشرَّد أهلها".
وأضاف: "ثم أقام جسر باب المغاربة قبل أن يستولي على مفاتيح باب المغاربة في بداية عهد التسعينيات، لكي يستخدمه في تنفيذ الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، واليوم يُعلق يافطة تهويدية باسم جبل الهيكل المزعوم في خطوة تهويدية متقدمة، تتضمن تهديدا حقيقيا للمسجد الأقصى".
من جانبه، يقول المختص بجغرافيا القدس، الدكتور جمال عمرو: إن "جبل الهيكل تسمية تلمودية معشعشة في عقول الحاخامات وأتباعهم وفي عقول قيادة دولة الاحتلال، لذا ترى تكرارها في مواقعهم الإلكترونية والتحريض من خلال هذا المصطلح على المسجد الأقصى، فكثير من إعلاناتهم تشير إلى الصعود على جبل الهيكل المزعوم".
وأضاف عمرو لصحيفة فلسطين، أن الاحتلال في تجسيد اسم "جبل الهيكل" يسير في عدة مسارات أولها: تجسيد كل المراسلات للسفارات والمجموعات السياحية باسم "جبل الهيكل"، ثم جعل هذه المراسلات ثقافة سائدة، وفي الميدان وهو المسار الأخطر، تعليق يافطات في الشوارع باللغتين العبرية والإنجليزية.
ونبه عمرو إلى أن هذه السياسة الخطِرة يمارسها الاحتلال بحق المسجد الأقصى، ويحاول أن يصدرها لكل العالم،" لذا ترى هذا الشعار مرسخا ليس في عقول المستوطنين بل في عقول المجموعات السياحية، فهم يحرصون كل الحرص على إلغاء المسجد الأقصى وقبة الصخرة من المراسلات والتسميات الدينية، كما شطبوا ساحة البراق وحولوها على ساحة حائط المبكى حسب تسميتهم المزعومة".
وطالب عمرو بضرورة نشر ثقافة واسعة تحمي المسجد الأقصى وقبة الصخرة "من هذا المسار التلمودي الخطِر".