فلسطين أون لاين

​أحدث طائرة تصوير جوي في غزة

"Inspire".. وثَّقت جرائم إسرائيلية

...
غزة - أدهم الشريف

ما إن ينتهِ المصور محمد المشهراوي، من التقاط الصور والمقاطع الجوية بواسطة طائرة "Inspire" المسيّرة بالتحكم عن بعد، حتى يبدأ فكفكة أجزائها استعدادًا لترتيبها داخل حقيبة متينة مخصصة لها.

يحرص المشهراوي _المدير التنفيذي لشركة "ميديا تاون" فرع غزة_ على ذلك مع انتهاء أي طلعة جوية لها (الطائرة)، ولا يعمل عليها سواه، حفاظًا عليها.

وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول هذا النوع من الطائرات من خلال معبرَي بيت حانون "إيرز"، شمالي قطاع غزة، وكرم أبو سالم، جنوبًا، لأسباب أمنية.

ويقتصر استخدامها على الأفلام الوثائقية، والتقاط بعض المشاهد الجوية لمناطق متفرقة من غزة.

وهذه الطائرة التي تملكها "ميديا تاون" _تنتج أفلامًا وثائقية_ هي الأحدث في غزة، بحسب المشهراوي.

"لم نتمكن من إحضار سوى واحدة. أحافظ عليها بقدر الإمكان فأي عطب يصيبها سيوقف لنا أعمالًا كثيرة"، قال المشهراوي لـ"فلسطين".

وأضاف: "كنت وزميلًا لي نعمل عليها سابقًا؛ لكن حاليًا أعمل وحدَي. ولا يصلح أي مصور للعمل بواسطتها إلا إذا كان لديه الإمكانات والخبرة الكافية في التعامل معها".

أجواء خاصة

وهذا النوع من الطائرات الخفيفة، يحتاج إلى أجواء خاصة للتحليق فيها، فلو كانت الرياح شديدة السرعة قد تسبب في عدم القدرة على التحكم بها، ما سيؤدي إلى إصابتها بأضرار غير محمودة العواقب.

"فصعوبة توفير قطع الغيار لها، يجعلني أشد حرصًا على الطائرة وخاصة أثناء تحليقها. لقد ساعدتني في إنجاز الكثير".

وبإمكان اثنين التحكم بالطائرة عن طريق جهازي تحكم عن بعد "Remote Control"، لكن طبيعة المشهد المراد تصويره تحكم ذلك.

وهي تحتوي على نظام "GPS" يتيح لها إمكانية العودة إلى مكان انطلاقها في حال تعرضها لخلل ما.

وكان المشهراوي، وثق بطائرة "Inspire" هذه، ما خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة، صيف سنة 2014، طيلة 51 يومًا، استخدم خلالها جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا ضد المدنيين، وخلّف دمارًا هائلًا.

وقد أثارت المشاهد الجوية لمناطق متفرقة من القطاع خاصة الحدودية؛ حنق الفلسطينيين، وردود فعل عربية ودولية منددة بـ"جرائم" الاحتلال في غزة آنذاك.

"استخدمتُ المشاهد في أفلام وثائقية أنتجت خلال الأعوام الماضية".

ويعمل المشهراوي ضمن فريق متكامل لإعداد الأفلام الوثائقية يتبع "ميديا تاون"، والتي نجحت في إنتاج سلسلة أفلام عرضت على فضائيات عالمية.

وكان وثائقي "طيار المقاومة" آخر الأفلام التي أنتجتها الشركة الفلسطينية لقناة "الجزيرة"، ضمن البرنامج الاستقصائي "ما خفي أعظم" الذي يقدمه الزميل الصحفي تامر المسحال.

وحقق الفيلم في ظروف اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري _أحد قادة القسام المشرفين على مشروع طائرات من دون طيار_ في مسقط رأسه؛ مدينة صفاقس التونسية، في 15 كانون أول (ديسمبر) 2016.

نقلة نوعية

ولدى "ميديا تاون" مكتب آخر افتتح في تركيا لعدم تمكن أطقم الشركة من التحرك بحرية في عدة دول لإنجاز أفلامها بفعل ظروف الحصار، وإغلاق معبر رفح البري لفترات طويلة.

يؤمن المشهراوي، أن إشراك الطائرات المسيرة بالتصوير الجوي، سيحقق نقلة نوعية في إنتاج الأفلام الوثائقية، فجودة صورتها "FULL HD"، وأقصى ارتفاع لها الذي يتراوح بين 200- 250 مترًا، وتحليقها لقرابة 20 دقيقة، يُمكِّن المتحكم بها من التقاط مقاطع وصور قوية ومناسبة إذا ما أحسن التحكم بها عن بعد.

بالمناسبة، تمتلك غزة طائرات مسيرة من دون طيار صنعت محليًا لاستخدامات عسكرية، أعلنت عنها واستخدمتها كتائب القسام، للمرة الأولى قبل قرابة 3 أعوام مضت.