في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات طمس وتهويد واعتداءات متكررة على المدن المقدسة كبناء المستوطنات وتغيير أسماء المدن، ولغياب الوعي لدى الطالبات بأهمية القضية الفلسطينية، وعدم التمييز بين الآثار الإسلامية بعضها من بعض، كعدم التمييز بين المسجد الأقصى وقبه الصخرة على سبيل المثال، إضافة إلى جمود المنهاج الدراسي، وعدم احتوائه على مواد إثرائية مشوقة تعزز فهم الطالبات لمادة التاريخ.. ومن هنا أصرت سهام أبو مصطفى أن تكون لها مبادرة "هويتي فلسطين" للنهوض بطالباتها في الجانبين معًا، وتخدم قضيتها في ذات الوقت.
أبو مصطفى تبلغ من العمر (34 عامًا)، وتعمل في مدرسة فاروق الفرا بخانيونس، قالت: "ولائي لقضيتي، ورغم عدم مقدرة الطالبات، خاصة في الصف الحادي عشر، على التحليل أو ربط الأحداث التاريخية بالواقع، كان لا بد من القيام بتلك المبادرة من أجل تنمية الوعي الكافي بأهمية القضية الفلسطينية وما تتعرض له من مخاطر ومحاولات طمس وتهويد من خلال تفعيل المزج بين الجانبين التراثي والتكنولوجي من أجل الحفاظ على التراث الفلسطيني وتوعية الطالبات بأهمية القضية الفلسطينية".
وأوضحت أنها هدفت من المبادرة إلى تنمية الوعي بأهمية القضية الفلسطينية لدى الطالبات، وتوعيتهم بالمخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية من محاولات طمس وتهويد، وبأهمية المقدسات الفلسطينية ومحاولات اليهود المتكررة لتدميرها.
كما عملت على تنمية الجانب التحليلي لدى الطالبات، والمحافظة على التراث الفلسطيني من الطمس والتدهور، واستغلال التكنولوجيا في تدريس العلوم الاجتماعية والتاريخية، وتوعية الطالبات بربط الأحداث التاريخية بالواقع وتعزيز قدرتهم على فهم القضية الفلسطينية من خلال الأحداث الجارية.
وكان سبب اختيارها للفكرة أنها مُدرسة لمادة التاريخ، فجمعت بين الثقافة التاريخية وشغفها التكنولوجي، فوضعت خطة للتنفيذ من خلال تصميم برامج تربوية تحتوي أسئلة تحليلية متنوعة تتعلق بمنهاج الصف الحادي عشر من خلال برنامج "كويز"، والقيام بعمل فيديوهات توعوية حول المدن الفلسطينية باللغة الإنجليزية، ومعاناة اللاجئين.
وأضافت أبو مصطفى: "كما قمتُ بعمل كتاب تفاعلي يتعلق بمنهاج الصف الحادي عشر، وعمل ألعاب تربوية مثل ألعاب البازل، وتجسيد معاناة اللاجئين من خلال تطريز بعض اللوحات الخاصة بالقدس، والتراث، ومعاناة النكبة، والرسم على القماش".
ومن التحديات التي واجهتها عدم قدرة الطالبات على التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، وعدم توفر الدعم المالي الكافي لإنجاز المبادرة، إلى جانب عدم توفر حصص كافية لعرض الفيديوهات وشرحها.
وأشارت أبو مصطفى إلى أنه للتغلب على التحديات قامت بتخصيص بعض حصص الرياضة لتدريب الطالبات على التعامل مع وسائل التكنولوجيا المختلفة، والتواصل مع المجتمع المحلي لتوفير الدعم المادي، والقيام بعمل موقع إلكتروني لعرض المادة التعليمية على أكبر قدر من الطالبات.
وتطمح أن يتم تطبيق المبادرة كمادة تعليمية وتعميمها على طلاب وطالبات الصف الحادي عشر، وتعد هذه المبادرة ضمن مسابقة "مبادرتي" التي أطلقتها وزارة التعليم بغزة خلال العام 2016/2017، وهي أول وأكبر مسابقة نوعية للمبادرات التعليمية على مستوى فلسطين.