يواجه العالم ثلاث سلالات متحورة جديدة من فيروس كورونا، ما زاد من تخوفات البعض، بعد إصابة مواطنين في الضفة الغربية المحتلة بها، لكن في قطاع غزة "لم تُسجَّل أي إصابة بأي سلالة جديدة، على الرغم من أننا لا نملك أجهزة لفحص هذه السلالات"، حسب ما يقوله مدير مستشفى غزة الأوروبي د. يوسف العقاد.
ويفسّر العقاد في حديث مع صحيفة "فلسطين" ذلك بـ"عدم ملاحظة أي أعراض مختلفة أو جديدة للمرضى، وهذا يعطي مؤشرا على عدم وجود سلالة جديدة لكورونا في القطاع".
وأخيرا أفادت مصادر طبية في رام الله بأن عدد الإصابات بالسلالات المتحورة لفيروس "كورونا" وصل إلى 800 حالة في الضفة الغربية، وكُشف عنها من عينات عشوائية أخذت من مصابين في جميع المحافظات بالضفة.
وتقول السلطات الصحية في بريطانيا إن العالم يواجه نحو أربعة آلاف سلالة من فيروس كورونا، ما أدى إلى سباق على تحسين اللقاحات، إذ بدأ باحثون اختبار الجمع بين جرعتين إحداهما من لقاح "فايزر" والأخرى من لقاح "أسترازينيكا". ووُثِّقت آلاف السلالات مع تحور الفيروس، ومنها السلالات التي يطلق عليها: البريطانية، والجنوب إفريقية، والبرازيلية، التي يبدو أنها تنتشر أسرع من غيرها.
وعما إذا كان من المحتمل وجود سلالات جديدة ومنها البريطانية في القطاع دون اكتشافها، يقول العقاد: "لا أحد يستطيع معرفة إن كانت السلالات الجديدة موجودة أو لا، إلا أننا نتعامل مع هذا الوضع بمتابعة الأعراض، ولم نلاحظ وجود أعراض تختلف عن السابقة التي تصيب مريض كوفيد-19".
ويذكر أن الأعراض المعروفة لمرض كوفيد-19 هي صعوبة في الجهاز التنفسي، وفقدان حاستي الشم والتذوق والشهية، وارتفاع درجة الحرارة، والصداع، وبما أنه لا توجد أعراض جديدة مختلفة فهذا يشير إلى أنه لا وجود لسلالة جديدة لكورونا في القطاع.
وفي وقت سابق قالت وزارة الصحة في غزة: إن المؤشرات الحالية على تزايد الإصابات بفيروس كورونا في العالم، وخصوصا في المناطق المجاورة تستدعي منا الالتزام التام بالإجراءات الوقائية، محذرة من أن التهاون في الالتزام بالضوابط الصحية قد يفاقم الحالة الوبائية في قطاع غزة، ومن ثم العودة إلى إجراءات التشديد وتقييد الحركة.
وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن النسخة البريطانية المتحورة من فيروس كورونا رُصدت في 60 دولة ومنطقة على الأقل. وتقول المنظمة إن النسخة المتحورة الثانية التي ظهرت للمرة الأولى في جنوب إفريقيا ويعتقد أنها أكثر عدوى من النسخة البريطانية إلا أنها تنتشر بشكل أبطأ، رُصدت من جهتها فيما لا يقل عن 23 دولة ومنطقة.
"الفيروس يجدد نفسه"
وعن طبيعة السلالة الجديدة التي اكتشفت في الضفة الغربية يبين العقاد أنها متحورة، فالفيروس في طبيعته يستطيع أن يجدد نفسه بطفرات جديدة أخرى، فهذه الصفة ملازمة لكل الفيروسات.
ويحذر العقاد من وجود "حالة استرخاء عامة" لدى المواطنين إزاء اتخاذ الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا في قطاع غزة، منبها إلى أن هذا "ينذر بالخطر".
ويتابع: "نحن في وزارة الصحة في غزة نتابع المنحنى الوبائي بكل حذر وجدية، فما زلنا متأهبين للتعامل مع الأسوأ لا قدر الله".
وبينما يؤكد أن أزمة كورونا "لا تزال تحت السيطرة"، فإنه يقول: "إن ارتفع منحنى الإصابات سنضطر لأخذ الإجراءات كما كان في السابق، لذلك حرص المواطن ووعيه والالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة كفيل بأن يحافظ على المعدل الجيد من الإصابات، وعليه نعود للحياة الطبيعية".
ويذكِّر بضرورة الأخذ بالإجراءات الوقائية والسلامة، التي أهمها استخدام الكمامة الطبية، والتباعد الجسدي ما أمكن، والابتعاد عن أماكن الازدحام، سواء في الأسواق أو الأفراح، وبشأن المساجد ضرورة اصطحاب المصلي سجادة الصلاة معه، والحرص على مواصلة استخدام المعقمات، أو الغسيل بالماء والصابون.
وعند عدم الالتزام إلى أين يمكن أن يصل القطاع؟ يجيب العقاد: "يمكن أن نرجع إلى المربع الأول، وإلى الإغلاق بشكل كامل أو جزئي، وتعود المستشفيات مليئة بالمصابين الذين يحتاجون إلى أجهزة الدعم التنفسي".
وفيما يتعلق بمدى توافر الأدوية والمستلزمات الطبية، يوضح أنه بشكل عام يوجد كثير من النواقص في الأدوية والمستهلكات الطبية.
ويشير إلى أن وزارة الصحة في غزة تعمل جاهدة على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية قدر الإمكان، لتقديم جودة عالية في هذا المجال قدر المستطاع.
ويختم حديثه:" نبذل جهدا كبيرا في هذا المجال، ونحن في مستشفى غزة الأوروبي لدينا ما يكفي للتعامل مع عدد المرضى الموجود، لكن لو زاد العدد سنكون بحاجة إلى مزيد من الأدوية والمستلزمات الطبية".
ووفق "الصحة" في غزة بلغ إجمالي تراكمي المصابين بفيروس كورونا في القطاع حتى أول من أمس 56355 إصابة، وإجمالي الحالات النشطة 1901 حالة، والمتعافين 53894 حالة، والوفيات 560 حالة، والحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية في المستشفى 61 حالة، والحالات الخطرة والحرجة 39 حالة.